للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الفقيه الحسن بن إبراهيم بن زولاق في كتاب «سيرة المعزّ»: ولستّ عشرة بقيت من المحرّم - يعني من سنة ثلاث وستين وثلاث مائة - قلّد المعزّ لدين اللّه الخراج وجميع وجوه الأعمال والحسبة والسّواحل والأعشار والجوالي والأحباس والمواريث والشّرطتين، وجميع ما ينضاف إلى ذلك وما يطرأ في مصر وسائر الأعمال، أبا الفرج يعقوب بن يوسف بن كلّس وعسلوج ابن الحسن، وكتب لهما سجلاّ بذلك قرئ يوم الجمعة على منبر جامع أحمد بن طولون، وجلسا غد هذا اليوم في دار الإمارة في جامع أحمد بن طولون للنّداء على الضّياع وسائر وجوه الأعمال (١).

ثم خربت هذه الدّار فيما خرب من القطائع والعسكر، وصار موضعها ساحة إلى أن حكرها الدّويداري عند تجديد عمارة الجامع كما تقدّم. وقد تقدّم (a) ذكر بناء القيساريّة في موضعه من هذا الكتاب عند ذكر الأسواق (٢).

[ذكر الأذان]

بمصر وما كان فيه من الاختلاف (٣). اعلم أنّ أوّل من أذّن لرسول اللّه بلال بن رباح، مولى أبي بكر الصّدّيق بالمدينة الشّريفة وفي الأسفار. وكان ابن أمّ مكتوم - واسمه عمرو بن قيس بن شريح، من بني عامر بن لؤي، وقيل اسمه عبد اللّه وأمّه أمّ مكتوم، واسمها عاتكة بنت عبد اللّه بن عنكثة من بني مخزوم - ربما أذّن بالمدينة.

وأذّن أبو محذورة، واسمه أوس - وقيل سمرة - ابن معير بن لوذان بن ربيعة بن معير بن عريج ابن سعد بن جمح. وكان استأذن رسول اللّه في أن يؤذّن مع بلال، فأذن له، وكان يؤذّن في المسجد الحرام، وأقام بمكّة ومات بها، ولم يأت المدينة.

وقال:/ ابن الكلبي: كان أبو محذورة لا يؤذّن لرسول اللّه (b) بمكّة إلاّ في الفجر، ولم يهاجر وأقام بمكّة.


(a) إضافة من المسوّدة.
(b) بولاق: للنبي.
(١) انظر فيما تقدم ٢٢١: ١، ١٤: ٣ - ١٥.
(٢) فيما تقدم ٣٠٢: ٣.
(٣) يعدّ الفصل الذي أفرده المقريزي هنا للحديث عن الأذان وما كان فيه من الاختلاف، فصلا متميّزا غير مسبوق، حيث لا نجد هذه المعلومات حول الأذان وتطوّره واختلاف عبارات النّداء إلى الصّلاة مجموعة في مكان واحد كما فعل المقريزي. (انظر كذلك، ابن سعد: الطبقات الكبرى ٢٤٦: ١ - ٢٤٨؛ البلاذري: أنساب الأشراف ١٨٧: ١ - ١٩٣؛ Junboll، Th.W.، El ٢ art.Adhan I،. (pp. ١٩٣ - ٩٤