وهو من أسرة ترجع أصولها إلى بعلبك في لبنان الحالية، وتشير نسبة المقريزي إلى إحدى حارات هذه المدينة التي تعرف بحارة المقارزة (١).
[حياته]
ولد المقريزي في حارة برجوان بالقاهرة سنة ٧٦٦ هـ/ ١٣٦٤ م (٢)، وكانت القاهرة في هذا الوقت أهمّ وأكبر مدينة في العالم الإسلامي، فهي عاصمة دولة المماليك التي قامت قبل ذلك بأكثر من مائة عام ومدّت سيطرتها على مصر والهلال الخصيب حتى الفرات. وقد استولى المماليك على السّلطة في الوقت الذي كان فيه سادتهم الأيّوبيون خلفاء صلاح الدين على وشك الاندحار أمام جيش الصّليبيين بقيادة لويس التّاسع. فقد نجح المماليك في ردّ غزو الفرنج ووضع نهاية للمالك المسيحية في فلسطين وجنوب الشّام، كما صدّوا هجوم المغول وأوقفوا تقدّمهم بعد أن أسقطوا الخلافة العبّاسية في بغداد سنة ٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م، واستضاف سلاطين المماليك الخلفاء العبّاسيين في القاهرة، وهكذا أضحت القاهرة - حيث ولد المقريزي - ليست فقط عاصمة لسلطنة المماليك بل مركز الجذب السّياسي والثّقافي للعالم الإسلامي (٣).
ورغم أنّ جدّ المقريزي الشّيخ محيي الدين أبا محمّد عبد القادر بن محمّد بن إبراهيم قد تردّد على القاهرة إلاّ أنّه لم يستقرّ بها، فقد توفي بدمشق في ١٢ ربيع الأوّل سنة ٧٣٣ هـ/ ١٣٣٢ م (٤).
وكان علاء الدين عليّ بن عبد القادر والد المقريزي، هو الذي انتقل إلى القاهرة حيث تزوّج منها واستقرّ نهائيا فيها حتى وفاته سنة ٧٧٩ هـ/ ١٣٨٤ م (٥).
= Encyclopedique du monde afro-oriental»، Les Africains IX (Paris ١٩٧٨) pp. ١٩٧ - ٢٢٣; Rabbat، N.O.، «Al-Maqrizi's khitat، an Egyptian Lieu de memoire»، in the Cairo Heritage-Essays in Honor of Laila Ali Ibrahim، ed.by Doris Behrens-Abouseif، Cairo-AUC ٢٠٠٠، pp. ١٦ - ٣٠; Jarrar، S.، «al-Maqrizi's Reinvention of Egyptian Historiography through Architectural History»، pp. ٣١ - ٥٤. (١) ابن حجر: إنباء الغمر ١٨٧: ٤؛ السخاوي: الضوء اللامع ٢١: ٢، التبر المسبوك ٢١. (٢) ابن الصيرفي: نزهة النفوس ٢٤٢: ٤. (٣) Garcin، J. -Cl.، op.cit.، p. ١٩٩ (٤) المقريزي: السلوك ٣٦٥: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٥: ٢. (٥) نفسه ٣٢٦: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ١٦٦: ١؛ أبو المحاسن: الدليل الشافي ٤٢٢: ١.