للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّابقين ليستعين بها في سائر مؤلّفاته، بل سجّل على الأوراق البيضاء الموجودة في أوائل وأواخر أجزاء مؤلّفاته فوائد أخرى، مثلما فعل في نهاية الجزء الأوّل من كتاب «السّلوك لمعرفة دول الملوك»، المحفوظ بخطّه في مكتبة يني جامع بإستانبول برقم ٨٨٧ - وهي نسخة مليئة بالهوامش والطّيّارات - حيث نجد في نهاية النّسخة بين ورقتي ٢٥٣ ظ - ٢٥٤ ظ، «تعليقة نقلا من كتاب «أحكام القرآن» للشّافعي، يعقبها بين ورقتي ٢٥٥ و- ٢٥٧ و، «فصل في الجرح والتّعديل». وقد وجدت أنّ من الفائدة للقرّاء والباحثين أن أثبت فيما يلي جميع الفوائد والتّعاليق التي أثبتها المقريزي على نسخته الخاصّة من «المواعظ والاعتبار» والتي نقلها النّسّاخ بعد ذلك وأثبتوها كما هي على النّسخ المنقولة من خطّ المؤلّف.

فنجد في نهاية الجزء الأوّل:

الخبر عن الحفصيّين ملوك تونس

أوّلهم أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاني، وهنتانة من قبائل المصامدة. وهو أحد أصحاب أبي عبد اللّه محمد بن تومرت، ولي ابنه عبد الواحد بن أبي حفص إفريقية عن بني عبد المؤمن في سنة ثلاث وستّ مائة، ومات سلخ ذي الحجّة سنة ثمان عشرة، فولي أبو العلاء من بني عبد المؤمن ومات، فعادت إفريقية إلى الحفصيّين وولي منهم عبد اللّه بن عبد الواحد بن أبي حفص سنة ثلاث وعشرين فاستناب أخاه أبا زكريا يحيى بفاس وأخاه أبا إبراهيم إسحاق ببلاد الجريد، فثار على عبد اللّه أهل فاس وقد قدمها وطردوه وولّوا أخاه أبا زكريا في سنة خمس وعشرين، فتنكّر بنو عبد المؤمن على أبي زكريا فأسقط اسم عبد المؤمن من الخطبة وأبقى اسم المهدي محمد بن تومرت، وخلع طاعة بني عبد المؤمن وملك إفريقية وخطب لنفسه وتلقّب ب «الأمير المرتضى» وفتح تلمسان والغرب الأوسط وبلاد الجريد والزّاب، ومات على بونة سنة سبع وأربعين، وترك أربعة أولاد: أبا عبد اللّه محمد، وأبا إسحاق إبراهيم، وأبا حفص عمر، وأبا بكر وكنيته أبو يحيى؛ وترك أخوين: أبا إبراهيم إسحاق، ومحمد اللّحياني ابني عبد الواحد بن أبي حفص.

فولي بعده ابنه أبو عبد اللّه محمد بن أبي زكريا وخلع بأخيه محمد اللّحياني، وكان صالحا منقطعا يتبرّك به، فجمع أبو عبد اللّه محمد المخلوع أصحابه في يوم خلعه وقتل عمّه واستقرّ في ملكه وتلقّب ب «المستنصر باللّه أمير المؤمنين أبي عبد اللّه محمد بن الأمراء الرّاشدين»، فوصل