إحداهما على اسم غبريال الملاك، والأخرى على اسم مرقوريوس، وعرفت برويس، وكان راهبا مشهورا بعد سنة ثمان مائة. وعند هاتين الكنيستين يقبر النصارى موتاهم، وتعرف ب «مقبرة الخندق». وعمّرت هاتان الكنيستان عوضا عن كنائس المقس في الأيّام الإسلامية.
(١) ذكر أبو المكارم سعد اللّه هاتين الكنيستين، ووصف الكنيسة الأولى بأنّها «الكنيسة العظمى» وأنّ بها من الأبنية المشيّدة والأحجبة المطعّمة بالعاج والأبنوس والتّصاوير والنقوش المذهّبة من عمل الصّنّاع والمصوّرين الأقباط والعمد المرمر وغير ذلك ما يذهل الناظرين. وأسهم في تزيين هذه الكنيسة جمال الكفاه أبو سعيد، أحد موظفي الدّواوين في الأيّام الحافظية. وأنّه كان من بين المتردّدين للصّلاة بهذه الكنيسة وتناول القربان الشّيخ الرّئيس صنيعة الخلافة أبو ذكري يحيى المعروف بالأكرم (الأخرم) بن الشيخ السّعيد أبي المكارم هبة اللّه بن مينا، المعروف بابن بولس الكاتب النصراني متولّي ديوان التّحقيق وديوان النظر بين سنتي ٥٣٠ - ٥٤٢ هـ/ ١١٣٦ - ١١٤٨ م. (أبو المكارم: تاريخ ١: ١ - ٣؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢١٦: ٦ - ٢١٧ (٧٤)). وذكر المقريزي (فيما يلي ١٠٧٦) أنّ كنيستي حارة زويلة تخرّبتا في واقعة الكنائس سنة ٧٢١ هـ/ ١٣٢١ م، وعلى ذلك فإنّ كنيسة حارة زويلة الموجودة الآن محلّ الكنيسة العظمى محدثة بنيت في العصر العثماني. (علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢١٧: ٦ - ٢١٨ (٧٤ - ٧٥)؛ الأنبا صموئيل: دليل الكنائس ٩٧ - ٩٨). أمّا الكنيسة الثّانية فكانت تعرف ب «كنيسة مارنقولة» بالدّرب المعروف بالسّديد ببئر زويلة، وهي لطيفة «جدّد إنشاءها في الخلافة الآمرية واهتمّ بعمارتها وليّ الدّولة أبو البركات يحنّا بن أبي الليث، متولّي ديواني التّحقيق والمجلس بين سنتي ٥٠٤ و ٥٢٧ هـ/ ١١١٥ - ١١٣٣ م، وأضاف أبو المكارم أنّها خصّصت للكاثوليك وأنّ الرّوم والفرنج وغيرهم كانوا يقدّسون بها على مذبح مفرد، وإذا حضر بطرك الملكية نزل بها». (أبو المكارم: تاريخ ٤: ١). وقد خربت أيضا هذه الكنيسة في واقعة الكنائس عام ٧٢١ هـ/ ١٣٢١ م، وحلّ محلّها في تاريخ لاحق كنيسة يصعد إليها بدرج من المدخل الموصّل للكنيسة الكبرى. (علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢١٩: ٦ (٧٥)؛ وانظر كذلك Wissa، M.، CE art.Harit Zawayleh IV، (pp. ١٢٠٧ - ٨. أبو المكارم: تاريخ ٥: ١ - ٦؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢٢٠: ٦ - ٢٢١ (٧٦)). النويري: نهاية الأرب ٢٨٥: ٣٢؛ مفضل بن أبي الفضائل: النهج السديد (نشرة ٥٤١) ٥ (S.Kartantamer؛ المقريزي: السلوك ١٨٢: ٢؛ وانظر كذلك Aziz S.Aliya، CE art. Harit al-Rum IV، pp. ١٢٠٦ - ٧.؛ الأنبا صموئيل: دليل الكنائس ٩٩ - ١٠٠.