للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جمعت في هذا فصلا كبيرا، وقلّما تجد الأمر بخلاف ما قلته لك، وللّه عاقبة الأمور.

قال ابن عبد الظّاهر: والملك الكامل هو الذي اهتمّ بعمارتها وعمارة أبراجها، البرج الأحمر وغيره، فكملت في سنة أربع وستّ مائة، وتحوّل إليها من دار الوزارة، ونقل إليها أولاد العاضد وأقاربه وسجنهم في بيت فيها. فلم يزالوا به (a) إلى أن حوّلوا منه في سنة إحدى وسبعين وستّ مائة (١).

قال: وفي أواخر (b) سنة اثنتين وثمانين وستّ مائة، شرع السّلطان الملك المنصور قلاوون في عمارة برج عظيم على جانب باب السّرّ الكبير، وبنى علوّه مشترفات وقاعات مرخّمة لم ير مثلها، وسكنها في صفر سنة ثلاث وثمانين وستّ مائة. ويقال إنّ قراقوش كان يستعمل في بناء القلعة والسّور خمسين ألف أسير (٢).

[البئر التي بالقلعة]

هذه البئر من العجائب، استنبطها قراقوش: قال ابن عبد الظّاهر: وهذه البئر من عجائب الأبنية: تدور البقر من أعلاها فتنقل الماء من نقّالة في وسطها، وتدور أبقار في وسطها تنقل الماء


(a) بولاق فيه.
(b) بولاق: آخر.
(١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٣١؛ المقريزي: مسودة الخطط ١٤١ ظ، ويؤكّد كازانوفا - اعتمادا على العديد من النصوص - أنّ القلعة لم تكن صالحة للسّكنى قبل انتقال الملك الكامل محمد إليها، وأنّ صلاح الدّين وخلفاءه حتى الكامل محمد، كانوا يقيمون في دار الوزارة بالقاهرة. وكان صلاح الدّين - في الفترة التي أقام فيها في مصر - يتردّد إليها لمتابعة سير البناء، الذي لم يتمّ منه سوى السّور الرئيسي، وأنّ الملك الكامل محمد هو الذي شيّد بها أوّل المنشآت السّكنية. Casanova، P.، op.cit.، pp. ٥٧١ - ٧٢) (الترجمة العربية ٧٢ - ٧٤)).
(٢) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٩؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٣٧٢: ٣ - ٣٧٣؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٤٢؛ وانظر كذلك ابن جبير: الرحلة ٢٥؛ البنداري: سنا البرق الشامي ١١٩؛ أبا شامة: الروضتين ٦٨٧: ١؛ ساويرس بن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة ٨٨: ٢/ ٣؛ ابن واصل: مفرج الكروب ٥٣: ٢ - ٥٤؛ جومار: وصف مدينة القاهرة وقلعة الجبل ٢٣٦ - ٢٣٨ الذي أطلق على البئر اسم «بئر يوسف» - وهي رواية شعبية ترجع إلى قصة سيّدنا يوسف الصّدّيق ولا علاقة لها باسم صلاح الدّين الشخصي -؛ Casanova، P.، op.cit.، pp. ٥٨٥ - ٨٩ (الترجمة العربية ٨٣ - ٨٦)؛ Rabbat، N.، The Citadel of Cairo، pp.
٦٣ - ٦٤.