للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سويقة أبي ظهير]

كانت تلي سويقة جامع آل ملك، أدركتها عامرة.

سويقة السّبابطة

كانت هناك، عرفت بقوم من أهل سنباط سكنوا بها وأدركتها أيضا عامرة.

[سويقة العرب]

هذه السّويقة كانت تتّصل بالرّيدانية، خربت في الغلاء الكائن في سنة ستّ وسبعين وسبع مائة، وأدركت حوانيت هذه السّويقة وهي خالية من السكّان إلاّ يسيرا، وعقودها من اللّبن. ويقال له وما وراءه خراب الحسينيّة (١). وكانت في غاية العمارة، وكان بأوّلها ممّا يلي الحسينيّة فرن، أدركته عامرا إلى ما بعد سنة تسعين وسبع مائة. بلغني أنّه كان قبل ذلك في أعوام ستين وسبع مائة يخبز فيه كلّ يوم نحو سبعة آلاف رغيف لكثرة من حوله


(١) هنا على هامش نسخة ص: «أخذ غالب هذا الخطّ وما معه الأمير الوزير الصّاحب سيف الدّين يشبك من مهدي الدّوادار الكبير والأستادّار وعمّره عمارة يعجز الواصف عن وصفها من آبار ذات وجوه يجري الماء منها إلى مجرّات كبيرة من مجاري محكمة، ورؤيته تغني عن وصفه في أيّام السّلطان الملك الأشرف قايتباي سلطان زماننا هذا».
أقول: يشبك المذكور هو يشبك من مهدي الظّاهري جقمق المعروف بالصّغير، كان دوادارا ثم أصبح في زمن السّلطان الظّاهر خشقدم سنة ٨٧١ هـ/ ١٤٦٦ م كاشف الصّعيد بأسره، وعلا ذكره في زمن السّلطان الأشرف قايتباي حتى «صارت الأمور كلّها لا تخرج عنه، وارتقى لما لم يصل إليه في وقتنا غيره من أبناء جنسه»، كما يقول السّخاوي، الذي أضاف: «وجرف من جامع آل ملك إلى الرّيدانية طولا وعرضا، وأزال ما هناك من القبور فضلا عن غيرها … وعمل مزدرعات هناك وحفر بئرا عظيما يعلوه أربع سواق إلى غيرها من بحرة هائلة للتفرّج وحوض كبير … وقبّة عظيمة … وأنشأ قبلي هذه القبّة تربة عظيمة جدّا فيها شيخ وصوفية، وتجاه التّربة مدرسة وبجانبها سبيلا للشّرب، وحوضا للبهائم وبحرة عظيمة يجري الماء منها إلى مزدرعات؛ وبالقرب من المطريّة قبّة هائلة وبجانبها مدرسة فيها خطبة وأماكن تفوق الوصف، إلى غيرها ممّا لا ينحصر، وصار ذلك من أبهج المتنزّهات». (الضوء اللامع ٢٧٣: ١٠ - ٢٧٤، وهو ما يتّفق مع التعليق الوارد في هامش ص). وتوفي يشبك من مهدي مقتولا في الرّها سنة ٨٨٥ هـ/ ١٤٨٠ م. (راجع أيضا، ابن إياس: بدائع الزهور ١٦٥: ٣ - ١٦٨، ١٧٠ - ١٧٥؛ ولسامي أحمد عبد الحليم إمام: الأمير يشبك من مهدي وأعماله المعمارية بالقاهرة، رسالة ماجستير بكلية الآداب - جامعة القاهرة ١٩٧٠).