هذه الزّاوية بخطّ المقس (١). عرفت (a) بالشّيخ الفقيه برهان الدّين إبراهيم [بن حسن] (b) بن موسى بن أيّوب الأبناسي الشّافعي (٢). قدم من الرّيف، وبرع في الفقه، واشتهر بسلامة الباطن، وعرف بالخير والصّلاح، وكتب على الفتوى، ودرّس بالجامع الأزهر وغيره، وتصدّى لأشغال الطلبة عدّة سنين، وولي مشيخة الخانقاه الصّلاحية سعيد السّعداء.
وطلبه الأمير سيف الدّين برقوق - وهو يومئذ أتابك العساكر - حتى يقلّده قضاء القضاة بديار مصر. فتغيّب (c) فرارا من ذلك، وتنزّها عنه، إلى أن ولّي غيره. وكانت ولادته قبيل سنة خمس وعشرين وسبع مائة، ووفاته بمنزلة المويلحة من طريق الحجاز - بعد عوده من الحج - في ثامن المحرّم سنة اثنتين وثمان مائة، ودفن بعيون القصب.
زاوية اليونسيّة
هذه الزّاوية خارج القاهرة، بالقرب من باب اللوق، تنزلها الطائفة اليونسيّة: واحدهم يونسي - بضم الياء المعجمة باثنتين من تحتها، وبعد الياء واو، ثم نون بعدها سين
(a) المسوّدة: أنشأها الفقيه المعتقد. (b) بولاق: حسين، وهو زائد فصواب اسمه: إبراهيم بن موسى. (c) بولاق: فغيب. (١) أنشأ هذه الزّاوية الشيخ إبراهيم بن موسى الأبناسي نحو سنة ٧٧٧ هـ/ ١٣٧٥ م، بجوار جامع التّركماني (فيما تقدم ٢٥٥) بشارع باب البحر، ولم يتبق منها سوى مئذنتها فقط حيث أعيد بناء الزّاوية سنة ١٣١٩ هـ/ ١٩٠١ م بعد أن تهدّمت أجزاؤها. وقدّم محمد الجهيني وصفا لهذه الزّاوية ومشتملاتها من خلال نسخة من وثيقة خاصّة بها كتبت سنة ١٠١٣ هـ/ ١٦٠٤ م نقلا عن الأصل المكتوب سنة ٧٩٦ هـ/ ١٣٩٣ م حرّرت باسم ناظر الوقف، وهو ابن المنشئ شهاب الدّين أحمد بن إبراهيم الأبناسي. والزّاوية مسجلة بالآثار برقم ١٦٦. (محمد الجهيني: أحياء القاهرة القديمة وآثارها الإسلامية «حي باب البحر»، ٢٢١ - ٢٣٠). (٢) انظر ترجمة برهان الدّين إبراهيم بن موسى بن أيّوب الأبناسي، المتوفى سنة ٨٠٢ هـ/ ١٣٩٩ م، أيضا عند المقريزي: المقفى الكبير ١٣٩: ١ - ١٤٠، درر العقود الفريدة ٧٩: ١ - ٨٠، السلوك ١٠٢٤: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ١١٢: ٢، ذيل الدرر الكامنة ٨٤ - ٨٥؛ أبي المحاسن: المنهل الصافي ١٧٨: ١ - ١٨٠؛ السخاوي: الضوء اللامع ١٤١: ١، ١٧٢.