فلمّا قدمت الدّولة الفاطميّة إلى ديار مصر وبنوا القاهرة واستوطنوها، وكانت خلافة أمير المؤمنين العزيز بالله، أمر في رابع شهر رجب في سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة - وهو يوم الصّليب - فمنع الناس من الخروج إلى بني وائل، وضبط الطّرق والدّروب (١).
ثم لمّا كان عيد الصّليب في اليوم الرّابع عشر من شهر رجب سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة خرج الناس فيه إلى بني وائل، وجروا على عادتهم في الاجتماع واللّهو (٢).
وفي صفر سنة اثنتين وأربع مائة، قرئ في سابعه سجلّ بالجامع العتيق وفي الطّرقات، كتب عن الحاكم بأمر الله، يشتمل على منع النّصارى من الاجتماع على عمل عيد الصّليب، وألاّ يظهروا بزينتهم فيه، ولا يقربوا كنائسهم، وأن يمنعوا منها (٣).
ثم بطل ذلك حتى لم يكد يعرف اليوم بديار مصر ألبتّة.
النّوروز (a) -
وهو أوّل السّنة القبطيّة بمصر، وهو أوّل يوم من توت، وسنّتهم فيه إشعال النّيران والتّراش بالماء، وكان من مواسم لهو المصريين قديما وحديثا (٤).
(b)) قال وهب: بردت النار في الليلة التي ألقي فيها إبراهيم وفي صبيحتها على الأرض كلّها، فلم ينتفع بها أحد في الدنيا تلك الليلة وذلك الصّباح، فمن أجل ذلك بات الناس على النّار في تلك الليلة التي رمي فيها إبراهيم ﵇ ووثبوا عليها وتبخّروا بها، وسمّوا تلك الليلة نيروزا؛ والنّيروز في اللّسان السّرياني، العيد.
وسئل ابن عبّاس عن النّيروز: لم اتّخذوه عيدا؟ فقال: إنّه أوّل السّنة المستأنفة وآخر السنة المنقطعة، فكانوا يستحبّون أن يقدموا فيه على ملوكهم بالطّرف والهدايا، فاتّخذته الأعاجم سنّة (b).
قال الحافظ أبو القاسم عليّ بن/ عساكر في «تاريخ دمشق»، من طريق ابن عبّاس ﵄ قال: إنّ فرعون لمّا قال للملأ من قومه: ﴿إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ﴾ [الآية ٣٤ سورة الشعراء]؛
(a) بولاق: النيروز. (b-b)) هذه الفقرة ساقطة من ظ. (١) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٧٢: ١. (٢) نفسه ٢٧٦: ١. (٣) نفسه ٨٩: ٢. (٤) النّيروز والنّوروز: فارسي معرب، وقد تكلمت به العرب (الجواليقي: المعرب ٣٤٠).