اعلم أنّ القرافة بمصر اسم لموضعين:«القرافة الكبيرة»، حيث الجامع الذي يقال له جامع الأولياء (١)، و «القرافة الصّغيرة» وبها قبر الإمام الشّافعيّ (٢). وكانتا في أوّل الأمر خطّتين لقبيلة من اليمن، هم من المعافر (a) بن يعفر، يقال لهم «بنو قرافة».
ثم صارت «القرافة الكبيرة» جبّانة، وهي حيث مصلّى خولان والنقعة (b) (٣)، وما هو حول جامع الأولياء، فإنّه كان يشتمل على مساجد وربط وسوق وعدّة مساكن: منها ما خرب، ومنها ما هو باق، وسترى من ذلك ما يتيسّر ذكره.
[مسجد الأقدام]
هذا المسجد بالقرافة (c) في خطّة (c) المعافر (a)، قال القضاعيّ: ذكر الكندي أنّ الجند بنوه، وليس من الخطط.
وسمّي بالأقدام لأنّ مروان بن الحكم لمّا دخل مصر، وصالح أهلها وبايعوه، امتنع من بيعته ثمانون رجلا من المعافر (a) سوى غيرهم، وقالوا: لا ننكث بيعة ابن الزّبير. فأمر مروان بقطع أيديهم وأرجلهم، وقتلهم على بئر بالمعافر (a) في هذا الموضع، فسمّي المسجد بهم لأنّه بني على آثارهم. والآثار: الأقدام، يقال جئت على قدم فلان، أي على أثره. وقيل بل أمرهم بالبراءة من عليّ بن أبي طالب ﵁ فلم يتبرّأوا منه، فقتلهم هناك (٤).
(a) بولاق: المغافر. (b) بولاق: البقعة. (c) (c-c) بولاق: بخط. (١) فيما تقدم ٢٨٨. (٢) فيما يلي ٩٠٩. (٣) كان مصلّى خولان بالقرب من مشهد آل طباطبا، والنقعة هي عين الماء المعروفة الآن ب «عين الصّيرة» جنوب سور مجرى العيون شرق طريق صلاح سالم، ومشهد آل طباطبا ما زال قائما على بعد ٢٣٠ مترا شمال عين الصّيرة، ومسجل بالآثار برقم ٥٦٣. (الموفق بن عثمان: مرشد الزوار ٢٤٩ - ٢٥٣، ٣٠٥؛ ابن الزيات: الكواكب السيارة ٩، ٥٩ - ٦٣؛ Fu'ad Sayyid، A.، La capitale de l'Egypte، pp. ٧٠ - ٧١؛ وفيما يلي ٨٧٩ - ٨٨١). (٤) ابن الزيات: الكواكب السيارة ١٨٢ وفيه: وهو معروف بإجابة الدّعاء وهو واسع البناء يصعد إليه بدرج -