فأعاد ذلك على أبيه، فقال: ما أخوفني أن يخضّب أبو القاسم هذه من هذه. وقبض على لحيته وهامته وعلم ذلك أبو القاسم، فصارت بينه وبين مؤدّبه وحشة؛ وكان ذلك في خلافة الحاكم بأمر اللّه منصور بن العزيز.
وتحدّث القائد أبي عبد اللّه الحسين بن جوهر، وكان الحاكم قد أكثر من قتل رؤساء دولته، وصار يبعث إلى القائد كلّما قتل رئيسا برأسه، ويقول: هذا عدوّي وعدوّك. فقبض على أبي الحسن علي بن الحسين المغربي، والد الوزير أبي القاسم الحسين، وعلى أخيه أبي عبد اللّه محمد ابن الحسين، وعلى محسن ومحمد أخوي الوزير المذكور لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع مائة، وفرّ الوزير أبو القاسم الحسين بن المغربي من مصر، في زيّ حمّال، لليال من ذي القعدة، ولحق بحسّان بن الجرّاح، وكان من أمره ما كان.
[ذكر الأحواض والآبار التي بالقرافة]
[حوض القرافة]
أمر ببنائه السّيّدة ستّ الملك، عمّة الحاكم بأمر اللّه ابنة المعزّ لدين اللّه، في شعبان سنة ستّ/ وستين وثلاث مائة، واختلّ في أيّام العادل أبي الحسن ابن السّلار، وزير مصر في سنة ستّ وأربعين وخمس مائة، فأمر بعمارته.
ثم انشقّ في سنة ثمانين وخمس مائة. فجدّده القاضي السّعيد ثقة الثّقات ذو الرّياستين أبو الحسن علي بن عثمان بن يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن أحمد بن يعقوب بن مسلم بن منبّه، أحد بني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومي، صاحب النظر في ديوان مصر، ومصنّف كتاب «المنهاج في أحكام الخراج»، وهو كتاب جليل الفائدة (١).
(١) راجع ما كتبته عن المخزومي وكتابه «المنهاج في أحكام خراج مصر» فيما تقدم ٨٢: ١ *- ٨٣ *.