إذا شئت أن ترنو إلى الطفّ باكيا … فدونك فانظر نحو أرض المقطّم
تجد من رجال المغربي عصابة … مضمّخة الأجسام من حلل الدّم
فكم تركوا محراب آي معطّل … وكم تركوا من سورة لم تختّم (١)
وقد ذكرت أخبار بني المغربي عند ذكر بساتين الوزير من بركة الحبش (٢).
ويتعلّق بهذا الموضع من خبرهم أنّ أبا الحسن، عليّ بن الحسين بن عليّ بن محمد ابن المغربي، لمّا خرج من بغداد وصار إلى مصر في أيّام العزيز باللّه بن المعزّ لدين اللّه، في سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة، رتّب له في كلّ سنة ستة آلاف دينار، وصار من شيوخ الدّولة.
فقال يوما لمؤدّب ولده أبي القاسم حسين - وهو عليّ بن منصور بن طالب، المعروف بأبي الحسن دوخلة ابن القارح (a) - سرّا: أنا أخاف همّة ابني أبي القاسم أن تنزو به إلى أن يوردنا موردا لا صدر عنه، فإن كانت الأنفاس ممّا تحفظ وتكتب، فاكتبها واحفظها وطالعني بها.
فقال أبو القاسم في بعض الأيّام لمؤدّبه هذا: إلى متى نرضى بالخمول الذي نحن فيه؟ فقال له: وأيّ خمول هذا؟ تأخذون من مولانا في كلّ سنة ستّة آلاف دينار، وأبوكم من شيوخ الدّولة. فقال: أريد أن تصار إلى أبوابنا الكتائب والمواكب والمقانب، ولا أرضى بأن يجرى علينا كالولدان والنسوان.
(a) بولاق: القادح. - النويري بناء الحاكم بأمر اللّه لهذه القباب نحو شهر ربيع الأوّل سنة ٤٠٣ هـ/ ١٠١٢ م. (نهاية الأرب ١٨٧: ٢٨). راجع أيضا، علي مبارك، الخطط التوفيقية ١٦٨: ٩ - (٦٣ - ٦٤)؛ أحمد فكري: مساجد القاهرة ٣١: ١ - ٣٣؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ٢٤٠ - ٢٤٣؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٢٢٩: ١ - ٢٤٣. (١) ابن سعيد: النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ٥٧ - ٥٨؛ السخاوي: تحفة الأحباب ١٧٠ - ١٧١. (٢) فيما تقدم ٥٢٣: ٣ - ٥٢٧.