للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خطّ بستان بن صيرم

هذا الخطّ أيضا خارج باب الفتوح ممّا يلي الخليج. وزقاق الكحل كان من جملة حارة البيازرة (١)، فأنشأه زمام القصر المختار الصّقلبي بستانا، وبنى فيه منظرة عظيمة. فلمّا زالت الدّولة الفاطميّة، استولى عليه الأمير جمال الدّين شويخ (a) بن صيرم، أحد أمراء الملك الكامل، فعرف به. ثم اختطّ وصار من أجلّ الأخطاط عمارة تسكنه الأمراء والأعيان من الجند، ثم هو الآن آيل إلى الدّثور.

خطّ قصر ابن عمّار

هذا الخطّ من جملة حارة كتامة، وهو اليوم درب يعرف بالقمّاحين، وفيه حمّام كراى (b) ودار خوند شقرا يسلك إليه من خطّ مدرسة الوزير كريم الدّين بن غنّام، ويسلك منه إلى درب المنصوري.

وابن عمّار هذا هو أبو محمد الحسن بن عمّار بن عليّ بن أبي الحسن الكلبي (٢)، من بني أبي الحسن أحد أمراء صقلّيّة وأحد شيوخ كتامة. وصّاه العزيز باللّه نزار بن المعزّ لدين اللّه لمّا احتضر، هو والقاضي محمد بن النّعمان، على ولده أبي عليّ منصور. فلمّا مات العزيز باللّه، واستخلف من بعده ابنه الحاكم بأمر اللّه، اشترط الكتاميّون - وهم يومئذ أهل الدّولة - ألاّ ينظر في أمورهم غير أبي محمد بن عمّار بعد ما تجمّعوا، وخرج منهم طائفة نحو المصلّى، وسألوا صرف عيسى بن نسطورس، وأن تكون الوساطة لابن عمّار (٣). فندب لذلك، وخلع عليه في ثالث شوّال سنة ستّ وثمانين وثلاث مائة (٤)، وقلّد بسيف من سيوف العزيز باللّه، وحمل على فرس بسرج ذهب،


(a) بولاق: سويح.
(b) بولاق: كرائي.
(١) عن زقاق الكحل انظر فيما تقدم ٢٢١: ٢ وفيما يلي ١٣٩، وعن حارة البيازرة انظر فيما تقدم ٥٨ - ٥٩.
(٢) راجع ترجمة ابن عمّار عند، ابن الصيرفي: الإشارة ٥٦ - ٥٧؛ ابن ظافر: أخبار الدول ٤٣؛ ابن ميسر: أخبار مصر ١٧٧؛ النويري: نهاية ١٦٨: ٢٨؛ المقريزي: المقفى ٤٣٣: ٣ - ٤٤١؛ Wiet، G.، El ٢ art.Ammar، Banu I، p. ٤٦١.L ٢
(٣) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٤: ٢.
(٤) ورد هذا التاريخ في بولاق وسائر النسخ: سنة خمس وسبعين وثلاث مائة، وهو غير صواب، والصواب ما أثبته عن المصادر.