للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشّرقي من النيل بسرب تحت الجبل الكبير، فقام من بعده في ملك مصر ابنه قفطيم ابن قبطيم (١).

وزعم بعض النسّابة أنّ مصر بن حام بن نوح - ويقال له مصرايم، ويقال بل مصريم بن هرمس ابن هردوس جدّ الإسكندر، وقيل بل قفط بن حام بن نوح - نكح بخت بنت تباويل بن ترس ابن يافث بن نوح. فولدت له بوقير وقبط أبا قبط مصر. قال ابن إسحاق: ومن هاهنا قالوا إنّ مصر ابن حام بن نوح، وإنّما هو مصر بن هرمس بن هردوس بن ميطون بن رومي بن ليطي بن يونان، وبه سمّيت مصر، فهي مقدونية. وقيل القبط من ولد قبط بن مصر بن قفط بن حام بن نوح، وبمصر هذا سمّيت مصر (٢).

ذكر ديانة القبط قبل تنصّرهم

اعلم أنّ قبط مصر كانوا في غابر الدّهر أهل شرك باللّه يعبدون الكواكب، ويقرّبون لها قرابينهم، ويقيمون على أسمائها التّماثيل كما هي أفعال الصّابئة.

وذكر ابن وصيف شاه، أنّ عبادة الأصنام أوّل ما عرفت بمصر، أيّام قفطريم بن قبطيم ابن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح، وذلك أنّ إبليس أثار الأصنام التي غرّقها الطوفان، وزيّن للقبط عبادتها، وأن البودسير بن قبطيم أوّل من تكهّن وعمل بالسّحر، وأنّ مناوش ابن منقاوش أوّل من عبد البقر من أهل مصر (٣).

وذكر الموفّق أحمد بن أبي القاسم بن خليفة - المعروف بابن أبي أصيبعة - أنّه كان للقبط مذهب مشهور من مذاهب الصّابئة ولهم هياكل على أسماء الكواكب يحجّ إليها الناس من أقطار الأرض، وكانت الحكماء والفلاسفة ممّن سواهم تتهافت عليهم، وتريد التّقرّب إليهم لما كان عندهم من علوم السّحر والطلّسمات والهندسة والنجوم والطبّ والحساب والكيمياء، ولهم في ذلك أخبار كثيرة، وكانت لهم لغة يختصّون بها، وكانت خطوطهم


(١) النويري: نهاية الأرب ٤٦: ١٥؛ وفيما تقدم ٣٦٩: ١ - ٣٧٠.
(٢) الهمداني: الإكليل ٦٣: ١، ٦٤ - ٦٥؛ وفيما تقدم ٤٦: ١ - ٤٧.
(٣) النويري: نهاية الأرب ٤٦: ١٥ - ٤٧، ٤٩، ٦٧.