ويونس المنسوب إليه الطائفة اليّونسية غير واحد: فمنهم يونس بن عبد الرّحمن القمّي، مولى آل يقطين، وهو الذي يزعم أنّ معبوده على عرشه، تحمله ملائكته وإن كان هو أقوى منها، كالكركي تحمله رجلاه وهو أقوى منهما. وقد كفر من زعم ذلك، فإنّ اللّه تعالى هو الذي يحمل العرش وحملته. وهذه الطائفة اليونسية من غلاة الشّيعة.
واليونسيّة أيضا فرقة من المرجئة ينتمون إلى يونس السّمري (a). وكان يزعم أنّ الإيمان هو المعرفة باللّه والخضوع له، وهو ترك الاستكبار عليه والمحبّة له، فمن اجتمعت فيه هذه الخلال فهو مؤمن (١). وزعم أنّ إبليس كان عارفا باللّه، غير أنّه كفر باستكباره عليه.
ولهم يونس بن يوسف (b) بن مساعد الشّيباني ثم المخارقي، شيخ الفقراء اليونسية، شيخ صالح له كرامات مشهورة، ولم يكن له شيخ، بل كان مجذوبا، جذب إلى طريق الخير. توفي بأعمال دارا، في سنة تسع عشرة وستّ مائة (c)، وقد ناهز تسعين سنة، وقبره مشهور يزار ويتبرّك به، وإليه تنسب هذه الطائفة اليونسيّة.
[زاوية الخلاطي]
هذه الزّاوية خارج باب النصر من القاهرة، بالقرب من زاوية الشّيخ نصر المنبجي.
عرفت (d) وكانت لهم وجاهة: منهم ناصر الدّين محمّد بن علاء الدّين علي ابن محمّد بن حسين الخلاطي؛ مات في نصف جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وسبع مائة، ودفن بها.
(a) بولاق: السموي. (b) بولاق: يونس. (c) بولاق: سبع مائة. (d) بياض بالنسخ. (١) انظر فيما تقدم ١: ٤١٥، وفيه أنّ اسمه يونس بن عمرو.