إذا كنت قد أيقنت أنّك هالك … فما لك ممّا دون ذلك تشفق
وممّا يشين المرء ذا الحلم أنّه … يرى الأمر حتما واقعا وهو يقلق
وحيث يقول:
[السريع]
ومن طوى الخمسين من عمره … لاقى أمورا فيه مستنكره
وإن تخطّاها رأى بعدها … من حادثات الدّهر ما لم يره
هذا آخر ما وجده كاتبه بخطّ المؤلّف ﵀ في آخر أصله المنقول منه، والحمد للّه وحده.
حسبنا اللّه ونعم الوكيل»
وجاء بنهاية الجزء الرّابع بخطّ المقريزي في أصله المنقول منه:
[الخبر عن الإفرنجة]
هذه الأمّة يقال لها الإفرانسي نسبة إلى إفرانسة، وهي بلد جليل، وهم من ولد يافث بن نوح، وسكناهم في العدوة الشّمالية من عدوتي البحر الرّومي الغربي ما بين جزيرة الأندلس وخليج القسطنطينية يجاورون الرّوم من جانب الشّرق والجلالقة من جانب الغرب. ودخلوا في دين النّصرانيّة مع الرّوم ومنهم تعلّموه، واستفحل ملكهم عند ضعف ملك الرّوم، وأجازوا البحر إلى إفريقيّة مع الرّوم فملكوها ونزلوا أمصارها مثل سبيطلة وطولا وقرطاجنّة ومرناق وباغاية ولميس، وغلبوا على من كان بها من البربر حتى أدخلوهم في دينهم وانقادوا لهم حتى جاء اللّه بالإسلام وكان الفتح، فأخذ المسلمون من العرب منهم جميع أمصار إفريقية والعدوة الشّرقية والجزائر البحرية مثل إقريطش ومالطه وقليلقية وميورقه وألجؤوهم إلى العدوة الشّمالية حيث كانوا أوّلا. وأجاز المسلمون خليج طنجة وغلبوا القوط والجلالقة والبشكنس وملكوا جزيرة الأندلس وخرجوا من ثناياها ودروبها إلى بسائط هؤلاء الإفرنجة فدوّخوها وعاثوا فيها. ولم تزل الصّوائف تتردّد إليها صدرا من أيّام بني أميّة بالأندلس، وكانت الأغالبة ولاة إفريقية يوالون غزوهم أيضا حتى غلبوهم على الجزائر البحرية ونازلوهم في بسائط عدوتهم، فلم تزل نفوسهم ممتلئة حنقا على