للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسجد الجامع]

«المسجد»، هو أهمّ ما يميّز المدينة الإسلامية ويمثّل، مع دار الإمارة والسّوق والحمّام، النّواة الرّئيسة لهذه المدينة، وعادة ما كان «المسجد الجامع» يتوسّط المدينة. و «المسجد» اسم مكان مشتقّ من الفعل «سجد»، أي مكان السّجود عند مباشرة الصّلاة (١).

وأهمّ ما يميّز «المساجد الجامعة» هو وجود «المنبر» (٢) الذي يعتليه الخطيب لإلقاء خطبة الجمعة، فيكون الفرق بين «الجامع» و «المسجد» هو وجود المنبر في الأوّل. وفي القرون الإسلامية الأولى لم يكن يوجد في المدينة الإسلامية سوى مسجد جامع واحد تؤدّى فيه صلاة الجمعة، بينما تعدّدت مساجد الأحياء والخطط. ومع تنامي أهل المدينة كانت تتمّ توسعة هذا الجامع (فيما يلي ١٣ - ٢٣)، أو إضافة زيادات إليه حول جدرانه الخارجية، عدا ما وراء جدار القبلة، تضاعف من مساحته.

وعلى ذلك كان بالفسطاط - العاصمة الإسلامية الأولى في مصر جامع واحد هو: «جامع عمرو» أو «الجامع العتيق»، وبالعسكر «جامعها» الذي ضاع كلّ أثر له الآن، وبالقطائع: «جامع ابن طولون» الأثر الوحيد الباقي من هذه المدينة الملكيّة. وفي القاهرة كان «جامع القاهرة» - الذي عرف فيما بعد ب «الجامع الأزهر» - هو جامع المدينة الذي استمرّ إلى الآن باعتباره «الجامع الأعظم» أو «الجامع الكبير» للقاهرة. وكان الجامع الوحيد الذي أضيف إلى القاهرة في العصر الفاطمي الأوّل هو «جامع الخطبة»، الذي بدأ في بنائه خارج باب الفتوح الأوّل الخليفة الفاطمي الثّاني العزيز باللّه سنة ٣٨٩ هـ/ ٩٩٠ م، وأتمّه وافتتحه للصّلاة خلفه الحاكم بأمر اللّه بين سنتي


(١) راجع حول المسجد بصفة عامّة المقال الشّامل الذي كتبه Johs.Pedersen في دائرة المعارف الإسلامية Pedersen، El ٢ art.Masdjid VI، pp. ٦٢٩ - ٦٤؛ حسين مؤنس: المساجد، عالم المعرفة - ٣٧، الكويت ١٩٨١؛ The Mosque History، Architectural Development and Regional Diversity، Edited by Martin Frishman and Hasan-Uddin Khan، London ٢٠٠٢؛ وفيما يلي ٧ هـ. ١
(٢) راجع Golmohammadi، J.، El ٢ art.Minbar VII، ٧٤ - ٨٠ وانظر كذلك رسالة نعمت محمد أبو بكر: المنابر في مصر في العصرين المملوكي والتركي، رسالة دكتوراة بكلية الآثار - جامعة القاهرة ١٩٨٥؛ وفيما يلي ٦٤ * هـ ٢.