للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوسف بن عمر أن أنزل زيدا وأحرقه بالنار، فأنزله وأحرقه، وذرّى رماده في الرّيح. وكان زيد لمّا صلب وهو عريان، استرخى بطنه على عورته حتى ما يرى من سوءته شيء.

ومرّ زيد مرّة بمحمد ابن الحنفيّة، فنظر إليه وقال: أعيذك باللّه أن تكون زيد بن علي المصلوب بالعراق.

وقال عبد اللّه بن حسين بن علي بن الحسين بن علي: سمعت أبي يقول: «اللهم إنّ هشاما رضي بصلب زيد فاسلبه ملكه، وإنّ يوسف بن عمر أحرق زيدا، اللهم فسلّط عليه من لا يرحمه، اللهم وأحرق هشاما في حياته إن شئت، وإلاّ فأحرقه بعد موته». قال: فرأيت واللّه هشاما محرقا لمّا أخذ بنو العبّاس دمشق، ورأيت يوسف بن عمر بدمشق مقطّعا على كلّ باب من أبواب دمشق منه عضو، فقلت: يا أبتاه وافقت دعوتك ليلة القدر. فقال: لا يا بني، بل صمت ثلاثة أيّام من شهر رجب، وثلاثة أيّام من شعبان، وثلاثة أيّام من شهر رمضان، كنت أصوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم أدعو اللّه عليهما من صلاة العصر يوم الجمعة حتى أصلّي المغرب.

وبعد قتل زيد، انتقض ملك بني أميّة وتلاشى، إلى أن أزالهم اللّه تعالى ببني العبّاس.

وهذا المشهد باق بين كيمان مدينة مصر، يتبرّك الناس بزيارته ويقصدونه، لا سيّما في يوم عاشوراء، والعامّة تسمّيه «زين العابدين»، وهو وهم، وإنّما زين العابدين أبوه، وليس قبره بمصر، بل قبره بالبقيع.

ولمّا قتل الإمام زيد سوّدت الشّيعة - أي لبست السّواد - وكان أوّل من سوّد على زيد شيخ بني هاشم في وقته الفضل بن عبد الرّحمن بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، ورثاه بقصيدة طويلة، وشعره حجّة احتجّ به سيبويه، توفي سنة تسع وعشرين ومائة.

مشهد السّيّدة نفيسة

قال الشّريف النقيب النسّابة شرف الدّين أبو عليّ محمد بن أسعد بن عليّ بن معمر بن عمر الحسيني الجوّاني المالكي في كتاب «الزّورة (a) الأنيسة بفضل مشهد السّيّدة نفيسة، »: نفيسة بنت (b) الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب أمّها أمّ


(a) بولاق: الروضة.
(b) بولاق: ابنة.