للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جامع المارديني (a)

[أثر رقم ١٢٠]

هذا الجامع بجوار خطّ التّبّانة خارج باب زويلة، كان مكانه أوّلا مقابر أهل القاهرة، ثم عمّر أماكن. فلمّا كان في سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة (b)) اشتراها بالثّمن من أربابها، ثم أمر الملك النّاصر محمد النّشو ناظر الخاصّ أن يتولّى أمر شراء البيوت فظلم النّاس ولم ينصفهم في أثمانها (b) (١)، وهدمت وبني مكانها هذا الجامع. فبلغ مصروفه زيادة على ثلاث مائة ألف درهم، عنها نحو خمسة عشر ألف دينار سوى ما حمل إليه من الأخشاب والرّخام وغيره من جهة السّلطنة، وأخذ ما كان في جامع راشدة من العمد فعملت فيه، وجاء من أحسن الجوامع (٢).

وأوّل خطبة أقيمت فيه يوم الجمعة رابع عشرين رمضان سنة (c)، وخطب فيه الشّيخ ركن الدّين عمر بن إبراهيم الجعبري ولم يتناول معلوما (d)) على الخطبة (d).


(a) بولاق: المارداني.
(b-b) في بولاق والنسخ: «أخذت الأماكن من أربابها، وتولّى شراءها النّشو فلم ينصف في أثمانها»، والعبارة المثبتة من المسوّدة.
(c) بياض في سائر النسخ، وأثبتت بولاق تاريخ: أربعين وسبع مائة.
(d-d) إضافة من المسوّدة.
(١) وذلك في شهور سنة ٧٣٥ هـ/ ١٣٣٤ م (المقريزي: السلوك ٣٨٥: ٢).
(٢) ما زال هذا الجامع قائما بشارع التّبّانة على يسار الخارج من باب زويلة، وهو مصمّم على مثال المساجد الجامعة: أربعة أروقة يتوسّطها صحن مكشوف، أكبرها رواق القبلة. وله ثلاثة أبواب: غربي وقبلي وبحري، والباب البحري هو باب الجامع الرّئيس وأحفلها زخرفا كسي بالرّخام الملوّن الملبّس في الحجر وعليه تاريخ الفراغ من بناء الجامع، ونصّه:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اَللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَاَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ﴾. وكان الفراغ من هذا الجامع المبارك في شهر رمضان سنة أربعين وسبع مائة». van) Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ ١٢٩؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ١٤٩؛ Wiet، G.، (RCEA XV، n ٠ ٥٧٩٤. وتوجد كتابة تاريخية أخرى على يمين المنبر، نصّها:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك العبد الفقير إلى اللّه تعالى الراجي عفو ربّه ألطنبغا السّاقي الملكي النّاصري، وذلك في شهور سنة أربعين وسبع مائة، وصلّى اللّه على سيّدنا محمد وآله». van) Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ ١٣٣؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ١٥٠؛ Wiet، G.، (RCEA XV، n ٠ ٥٧٩٧. -