للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ضواحي القاهرة]

قال ابن سيده: ضواحي كلّ شيء نواحيه البارزة للشّمس، والضّواحي من النّخل ما كان خارج السّور على صفة عالية، لأنّها تضحى للشّمس (١).

وفي كتاب النّبيّ لأهل بدر «لكم الضّامنة (a) من النّخل، ولنا الضّاحية من البعل»، يعني بالضّامنة (a) ما أطاف به سور المدينة.

وضواحي الرّوم ما ظهر من بلادهم وبرز، ويقال في زماننا لما خرج عن القاهرة، ممّا هو في جنبتي الخليج من القرى، «ضواحي القاهرة». وقد عرّفت أصل ذلك من اللّغة.

وتعرف البلاد التي من الضّواحي في غربي الخليج ب «الحبس الجيوشي»، وهي: بهتيت (b) والأميرية والمنية. وكان أيضا بناحية الجيزة، من جملة الحبس الجيوشي، ناحية سفط ونهيا ووسيم، حبس هذه البلاد أمير الجيوش بدر الجمالي على عقبه (٢). فلمّا زالت الدّولة الفاطمية، جعل السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب أمر الأسطول لأخيه العادل أبي بكر بن أيّوب، وسلّمه له في سنة سبع وثمانين وخمس مائة. وأفرد لديوان الأسطول من الأبواب الدّيوانية الزّكاة التي كانت تجبى من النّاس بمصر، والحبس الجيوشي بالبرّين، والنّطرون والخراج وما معه من ثمن القرظ، وساحل السّنط والمراكب الدّيوانية، وإشنا وطنبدي (c). وأحيل ورثة أمير الجيوش على غير الحبس الذي لهم. ثم أفتى الفقهاء ببطلان الحبس، وقبضت النّواحي، وصارت من جملة أموال الخراج، فعرفت ببلاد الملك.

وهذه الضّواحي الآن منها ما هو وقف، ومنها ما هو في الدّيوان السّلطاني، وخراجها يتميّز على غيرها من النّواحي، ويزرع أكثرها من الكتّان والمقاثي وغيرها.


(a) بولاق: الصامتة.
(b) بولاق: بهتين.
(c) بولاق: طنتدي.
(١) ابن سيده: المحكم والمحيط الأعظم ٣٦٣: ٣، ونصّه: «ضاحية كل شيء: ما برز منه، وضواحي الإنسان: ما برز منه للشمس كالمنكبين والكتفين، وضواحي الرّوم: ما ظهر من بلادهم».
(٢) فيما تقدم ٥٨٣: ٢ - ٥٨٤؛ ابن مماتي: قوانين الدواوين ٣٣٦ - ٣٣٩؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ق ٤٤: ١.