للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتشدّد عليهم، وضرب جماعة منهم (١).

وكانت بالرّوضة كنيسة بجوار المقياس، فهدمها السّلطان الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب في سنة ثمان وثلاثين وستّ مائة (٢).

وكان في ناحية أبي النمرس من الجيزة «كنيسة»، قام في هدمها رجل من الزّيالعة، لأنّه سمع أصوات النواقيس يجهر بها في ليلة الجمعة بهذه الكنيسة. فلم يتمكّن من ذلك في أيّام الأشرف شعبان بن حسين، لتمكّن الأقباط في الدّولة، فقام في ذلك مع الأمير الكبير برقوق - وهو يومئذ القائم بتدبير الدّولة - حتّى هدمها على يد القاضي جمال الدّين محمود العجمي، محتسب القاهرة، في ثامن عشر رمضان سنة ثمانين وسبع مائة، وعملت مسجدا.

[دير الخندق]

ظاهر القاهرة من بحريها، عمّره القائد جوهر عوضا عن دير هدمه في القاهرة كان بالقرب من الجامع الأقمر، حيث البئر التي تعرف الآن ببئر العظمة، وكانت إذ ذاك تعرف ببئر العظام، من أجل أنّه نقل عظاما كانت بالدّير، وجعلها بدير الخندق (٣). ثم هدم دير الخندق في رابع عشرين شوّال سنة ثمان وسبعين وستّ مائة في أيّام المنصور قلاوون، ثم جدّد هذا الدّير الذي هناك بعد ذلك، وعمل كنيستين يأتي ذكرهما في الكنائس.

[دير سرياقوس]

كان يعرف بأبي هور، وله عيد يجتمع فيه الناس، وكان فيه أعجوبة ذكرها الشّابشتي.

وهو أنّ من كان به خنازير، أخذه رئيس هذا الدّير وأضجعه، وجاءه بخنزير فلحس موضع الوجع، ثم أكل الخنازير/ التي فيه، فلا يتعدّى ذلك إلى الموضع الصّحيح، فإذا تنّظف الموضع،


(١) فيما تقدم ١٠٠٧ - ١٠٠٨.
(٢) هي المعروفة بكنيسة ميكائيل (ميخائيل) المختارة بجزيرة مصر. (ساويرس بن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة ٢/ ٢٠٩: ٣، ٢١٠؛ وفيما تقدم ١: ٥٨٢: ٣.
(٣) أبو المكارم: تاريخ ٢٠: ١ - ٢١؛ ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٥. ويدلّ على موضع هذا الدّير الآن المنطقة المعروفة بدير الأنبا رويس ودير الملاك البحري، حيث مقرّ البطركية المرقسية بشارع رمسيس بالعباسية؛ وراجع أيضا Grossmann، P.، CE art.Dayr al؟ -Izam III، p. ٨١٠; Coquin، R. -G. & Martin، M.، CE art.Dayr al-؛ Khandaq III، pp. ٨١٤ - ١٥ وفيما يلي ١٠٦١.