على عمرو، فقال: أما واللّه ما أردت غيرك يا عمرو؛ قال عمرو: ولكن اللّه أراد خارجة (١).
وللّه درّ القائل:
[البسيط]
وليتها إذ فدت عمرا بخارجة … فدت عليّا بمن شاءت من البشر
[الدّولة الأمويّة]
وعقد عمرو لشريك بن سميّ على غزو لواتة من البربر، فغزاهم في سنة أربعين وصالحهم. ثم انتقضوا، فبعث إليهم عقبة بن نافع، في سنة إحدى وأربعين، فغزاهم حتى هزمهم. وعقد لعقبة أيضا على غزو هوّارة، وعقد لشريك/ بن سميّ على غزو لبدة، فغزواهما في سنة ثلاث وأربعين، فقفلا وعمرو شديد الدّنف في مرض موته (٢).
وتوفيّ ليلة الفطر، فغسّله عبد اللّه بن عمرو، وأخرجه إلى المصلّى وصلّى عليه؛ فلم يبق أحد شهد العيد إلاّ صلّى عليه، ثم صلّى بالنّاس صلاة العيد، وكان أبوه استخلفه (٣).
وخلّف عمرو بن العاص سبعين بهارا دنانير (والبهار جلد ثور، ومبلغه إردبّان بالمصري)، فلمّا حضرته الوفاة أخرجه، وقال: من يأخذه بما فيه؟ فأبى ولداه أخذه وقالا: حتى نردّ إلى كلّ ذي حقّ حقّه. فقال: واللّه ما أجمع بين اثنين منهم. فبلغ معاوية، فقال: نحن نأخذه بما فيه.
ثم وليها عتبة بن أبي سفيان من قبل أخيه معاوية بن أبي سفيان، على صلاتها، فقدم في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين، وأقام أشهرا (a). ثم وفد على أخيه، واستخلف عبد اللّه بن قيس ابن الحارث - وكان فيه شدّة - فكره النّاس ولايته، وامتنعوا منها. فبلغ ذلك عتبة، فرجع إلى مصر وصعد المنبر فقال: «يا أهل مصر! قد كنتم تعذرون ببعض المنع منكم لبعض الجور عليكم، وقد وليكم من إن (b) قال فعل، فإن أبيتم درأكم بيده، فإن أبيتم درأكم بسيفه، ثم رجا (c) في الأخير ما أدراك في الأوّل، إنّ البيعة شائعة، لنا عليكم السّمع، ولكم علينا العدل، وأيّنا غدر فلا
(a) بولاق: شهرا والكندي: بها أشهرا. (b) بولاق: إذا. (c) الكندي: ثم جاء. (١) الكندي: ولاة مصر ٥٤ - ٥٥. (٢) نفسه ٥٥ - ٥٦. (٣) نفسه ٥٦ - ٥٧.