للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النيابة. فتقدّم إلى طغجي وقبّل يده، فقام إليه وأجلسه بجانبه. وقام الأمراء في أمر منكوتمر يشفعون فيه، فأمر به إلى الجبّ وأنزلوه فيه. وعندما استقرّ به أدليت له القفّة التي نزل فيها، وتصايحوا عليه بالصّعود، فطلع عليهم. وإذا كرجي قد وقف على رأس الجبّ في عدّة من المماليك السّلطانية، فأخذ يسبّ منكوتمر ويهينه، وضربه بلتّ ألقاه، وذبحه بيده على الجبّ، وتركه وانصرف؛ فكان بين قتل أستاذه وقتله ساعة من الليل، وذلك في ليلة الجمعة عاشر ربيع الأوّل سنة ثمان وتسعين (a) وستّ مائة (a).

المدرسة القراسنقريّة [أثر رقم ٣١]

هذه المدرسة تجاه الخانقاه الصّلاحيّة (b) سعيد السّعداء (c)، فيما بين رحبة باب العيد وباب النصر (١)، كان موضعها وموضع الرّبع الذي بجانبها الغربي مع خانقاه بيبرس وما في صفّها إلى حمّام الأعسر وباب الجوّانية، كلّ ذلك من دار الوزارة الكبرى التي تقدّم ذكرها (d) (٢). أنشأها الأمير شمس الدّين قراسنقر المنصوري نائب السّلطنة في (e) سنة سبع مائة. (f) وكان قد أخذ نقض هذه الدّار - التي هي دار الوزارة - فبنى بها هذه المدرسة (f)، وبنى بجوار بابها مسجدا معلّقا ومكتبا لإقراء أيتام المسلمين كتاب اللّه العزيز، وجعل بهذه المدرسة دروسا (g) للفقهاء، ووقف على ذلك داره التي بحارة بهاء الدّين وغيرها. ولم يزل نظر هذه المدرسة بيد ذرّية الواقف إلى سنة خمس عشرة وثمان مائة، ثم انقرضوا.


(a) (a-a) ساقطة من بولاق.
(b) بولاق: خانقاه الصلاح.
(c) المسودة: قبالة الخانقاه الصّلاحية سعيد السّعداء، وهي بجوار خانقاه بيبرس.
(d) المسوّدة: التي كانت للخلفاء.
(e) ساقطة من بولاق.
(f) (f-f) إضافة من المسوّدة.
(g) بولاق: درسا.
(١) المدرسة القراسنقرية. تخرّبت الآن هذه المدرسة، وكان علي باشا مبارك عندما كان ناظرا على ديوان المدارس والأوقاف قد عمّر في بعض منها مكتبا لتعليم الأولاد. والأطلال المتبقية من المدرسة في شارع الجمالية جنوب خانكاه بيبرس الجاشنكير مسجلة برقم ٣١. (راجع، المقريزي: السلوك ٥٥٨: ٢؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢٠٩: ٢ (٦٩)، ٣٣: ٦ - ٣٤ (١٣ - ١٤)؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٣١٩: ٢ - ٣٣٧).
(٢) فيما تقدم ٤٤٠: ٢.