كان قد بناه وتأنّق فيه تأنّقا زائدا، وعمل فيه المناخ وبركة الزّئبق والقبّة الذّهبيّة. وقد ذكر خبر هذا الميدان عند ذكر القطائع من هذا الكتاب (٢).
[ميدان الإخشيد]
هذا الميدان أنشاه الأمير أبو بكر محمد بن طغج الإخشيد - أمير مصر - بجوار بستانه الذي يعرف اليوم في القاهرة بالكافوري، ويشبه أن يكون موضع هذا الميدان اليوم حيث المكان المعروف بالبندقانيين وحارة الوزيرية وما جاور ذلك.
وكان لهذا البستان بابان من حديد، قلعهما القائد جوهر عندما قدم القرمطيّ إلى مصر يريد أخذها، وجعلهما على باب الخندق الذي حفره بظاهر القاهرة قريبا من مدينة عين شمس، وذلك في سنة ستين وثلاث مائة (٣).
وكان هذا الميدان من أعظم أماكن مصر، وكانت فيه الخيول السّلطانيّة في الدّولة الإخشيديّة (a).
[ميدان القصر]
هذا الميدان موضعه الآن في القاهرة يعرف بالخرنشف. عمل عند بناء القاهرة بجوار البستان الكافوري، ولم يزل ميدانا للخلفاء الفاطميين يدخل إليه من باب التّبّانين الذي موضعه الآن
(a) في هامش آياصوفيا: بياض. (١) انظر كذلك دراسة محمد الششتاوي: ميادين القاهرة في العصر المملوكي، القاهرة - دار الآفاق العربية ١٩٩٩. (٢) فيما تقدّم ٨٦: ٢؛ وفيما يلي ٧٣٩. (٣) فيما تقدم ٧٢.