للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصادر المجلّد الرّابع

يستكمل المقريزي في هذا المجلّد - كما سبق أن ذكرت - الحديث على ما أدركه من أحوال القاهرة وظواهرها، مخصّصا أغلب هذا المجلّد للحديث عن الجوامع والمدارس والمارستانات والمساجد والخوانك والرّبط والزّوايا والقرافة. ويعتمد في ذلك على مصادره التّقليدية التي سبق واستخدمها في المجلّدات الثلاث السّابقة: ابن عبد الحكم والبلوي والكندي بالنّسبة للفترة المبكّرة من تاريخ مصر الإسلامية، وابن زولاق والمسبّحي وابن المأمون وابن الطّوير وابن ميسّر بالنّسبة للفترة الفاطمية (فيما تقدم ١٩: ٢ *- ٣٨ *)، وابن خلّكان وابن أبي طيّ وابن سعيد وابن واصل وابن عبد الظّاهر وشافع بن علي واليوسفي بالنّسبة للفترتين الأيّوبية والمملوكية المبكّرة (فيما تقدم ٧١: ٣ *- ٧٩ *)، ومؤلّفات القضاعي والشّريف الجوّاني وابن عبد الظّاهر وابن المتوّج فيما يخصّ الخطط والمواضع الطّبوغرافية (فيما تقدم ٣٨: ٢ *- ٤٣ *)؛ أمّا تراجم أمراء المماليك فيستمرّ المقريزي في الاعتماد فيها على كتاب «أعيان العصر وأعوان النّصر» للصّفدي (فيما تقدم ٧٣: ٣ *- ٧٤ *)، ويعتمد في المسائل اللّغوية على كتاب «المحكم» لابن سيده وكتاب «الصّحاح» للجوهري وكتاب «معجم ما استعجم» لأبي عبيد البكري (فيما تقدم ٩٣: ١ *- ٩٤ *) وزاد عليها في هذا المجلّد كتاب «تهذيب اللّغة» للأزهري (فيما يلي ١٠٦٠)، كلّ ذلك إضافة إلى ما أخبره به الرّواة والمشايخ وما شاهده هو بنفسه.

ولكنّ الجديد في مصادر المقريزي في هذا المجلّد الرّابع يتعلّق بالموضوعات الجديدة التي تناولها فيه وعلى الأخصّ: تاريخ الفرق الإسلامية، وتاريخ التّصوّف، وترتيب القرافة وزيارتها، وتاريخ اليهود، وتاريخ النّصارى وأديرتهم وكنائسهم.

كان اعتماد المقريزي في وصفه لل «جامع العتيق» أو «جامع عمرو»، إضافة إلى مؤلّفات ابن عبد الحكم والقضاعي وابن المتوّج، على كتاب «أخبار مسجد أهل الرّاية الأعظم» لأبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، المتوفى سنة ٣٥٠ هـ/ ٩٦١ م (فيما يلي ٨)، وهو مؤلّف سبق أن ذكرت حجم استفادة المقريزي من كتابه «أمراء مصر» أو «ولاة مصر» وكتابه الآخر «الموالي» (فيما تقدم ٢٠: ٢ *)، وهذا الكتاب وصف تاريخي لجامع عمرو الذي أنشئ وسط خطّة أهل الرّاية،