للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهم جماعة من قبائل مختلفة اشتركت معا وقت الفتح لتكوين خطّة حول راية القائد الفاتح حيث اختطّ مسجد المدينة الجديدة. ويتّفق نصّ المقريزي في وصف جامع عمرو وزياداته مع النّصّ الذي أورده ابن دقماق في كتاب «الانتصار» (١). وهو ما حدث أيضا بالنسبة لوصف «الجامع الجديد النّاصري» (فيما يلي ٢٠٦ - ٢٠٧)، فإن لم يكن المقريزي قد اعتمد على نصّ معاصره ابن دقماق، فليس أقلّ من اتّفاق مصادرهما التي استمدّا منها معلوماتهما (٢).

وألحق المقريزي بوصفه ل «جامع عمرو» فصلا هامّا ذكر فيه «المحاريب التي بديار مصر وسبب اختلافها وتعيين الصّواب فيها وتبيين الخطأ منها» (فيما يلي ٣٧ - ٥٥)، لم يحدّد فيه المقريزي بوضوح مصادره التي اعتمد عليها فيه. وكتب المقريزي فصلا آخر لا يقلّ أهمية عن «الأذان بمصر وما كان فيه من الاختلاف» ألحقه بوصفه ل «جامع ابن طولون» (فيما يلي ٨١ - ٩٠) اعتمد فيه على ما ورد حول هذا الموضوع في مؤلّفات ابن سعد والكندي والواقدي والبلاذري والدّارقطني والشّريف الجوّاني.

أمّا الفصل الذي عقده المقريزي لذكر مذاهب أهل مصر منذ الفتح الإسلامي إلى اعتقادهم المذاهب السّنّيّة الأربعة (فيما يلي ٣٦٢ - ٣٩٧) واستطرد بعده ذكر فرق الخليقة واختلاف عقائدها وتباينها (فيما يلي ٣٩٨ - ٤٣٨) وتناول فيه الفرق الإسلامية المختلفة التي جعلها عشرة فرق رئيسة، ثم ما ذكره عن عقائد أهل الإسلام إلى انتشار مذهب الأشعريّة (فيما يلي ٤٣٩ - ٤٥٠) فيعدّ من أحسن ما قرأت استيعابا وفهما لهذا الموضوع. ولا نستطيع أن نحدّد مصدر معلومات هذا الفصل الهام التي اعتمد فيها المقريزي - دون شك - على كلّ ما كتب في الموضوع مثل كتابات الشّهرستاني وأبي الحسن الأشعري وعبد القادر البغدادي وغيرهم. وقد أدرك المقريزي قيمة العرض الرّائع الذي عرضه في هذا الفصل فكتب يقول:

«فهذا - أعزّك اللّه - بيان ما كانت عليه عقائد الأمّة من ابتداء الأمر إلى وقتنا هذا، قد فصّلت فيه ما أجمله أهل الأخبار وأجملت ما فصّلوا.

فدونك طالب العلم تناول ما قد بذلت فيه جهدي وأطلت بسببه سهري وكدّي في تصفّح دواوين الإسلام وكتب الأخبار، فقد وصل إليك


(١) ابن دقماق: الانتصار ٥٩: ٤ - ٧٥.
(٢) نفسه ٧٦: ٤ - ٧٩.