قال أبو الحسن عليّ بن رضوان الطّبيب (١): مصر اسم فيما نقلت الرّواة يدلّ على أحد بني (a) أولاد نوح النّبيّ ﵇ فإنّهم ذكروا أنّ مصر هذا نزل بهذه الأرض فأنسل فيها وعمرها فسمّيت باسمه (٢).
والذي يدلّ عليه هذا الاسم اليوم هو الأرض التي يفيض عليها النّيل ويحيط بها حدود أربعة، وهي أنّ الشّمس تشرق على أقصى العمارة بالمشرق قبل (b)) شروقها على هذه الأرض بثماني ساعات وثلاث وتغيب عنها قبل (b) أن تغيب عن آخر العمارة بالمغرب بثلاث ساعات وثلثي ساعة، فيجب من ذلك أن تكون هذه الأرض في النصف الغربي من الرّبع العامر.
والنّصف الغربي من الرّبع العامر على ما قال أبقراط وبطلميوس أقلّ حرارة وأكثر رطوبة من النّصف الشرقي، لأنّه [في] (c) قسم كوكب القمر، والنّصف الشّرقي في قسم كوكب الشّمس.
وذلك أنّ الشّمس تشرق على النصف الشرقي قبل شروقها على النّصف الغربي، والقمر يهلّ على النّصف الغربي قبل النّصف الشّرقي.
وقد زعم قوم من القدماء أنّ أرض مصر في وسط الرّبع المعمور من الأرض بالطّبع، فأمّا بالقياس فعلى ما ذكرنا من أنّها في النصف الغربي.
(a) ساقطة من بولاق. (b-b)) ساقطة من بولاق. (c) زيادة من ابن رضوان. (١) هنا ينقل المقريزي نصّا مطوّلا عن كتاب «دفع مضار الأبدان» لعليّ بن رضوان الطبيب يمتد حتى صفحة ١٢٥ فيما يلي؛ وهو أبو الحسن عليّ بن رضوان بن عليّ بن جعفر رئيس أطباء مصر المتوفى سنة ٤٥٣ هـ/ ١٠٦١ م، من أوائل الأطباء الذين اهتموا بدراسة الأمراض المتوطنة وعلى الأخص في كتاب «دفع مضار الأبدان بأرض مصر» الذي نقله المقريزي كاملا موزّعا على صفحات كتاب «المواعظ والاعتبار» (القفطي: تاريخ الحكماء ٤٤٣ - ٤٤٤؛ ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ٩٩: ٢ - ١٠٥؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٠٥: ١٨ - ١٠٦؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢١: ١٠٦ - ١١٠؛ سلمان قطاية: الطبيب العربي علي بن رضوان رئيس أطباء مصر، تونس - الأليكسو ١٩٨٤؛ «دراسة ماكس مايرهوف عن كتاب دفع مضار الأبدان Meyerhof، M.، «Limate and Health in old Cairo according to c? Ali Ibn Ridwan (XI century A.D.)» in Congres International de medecine tropicale et Hygienne-Comptes reudues، Historie de la medecine، Le Caire ١٩٢٩، pp. ٢١١ - ٣٥; Schacht، J.،.El ٢? art.Ibn Ridwan III، p. ٩٣٠ - ٣١ (٢) انظر فيما تقدم ٤٦.