هذه الخانقاه من جملة أراضي بستان الخشّاب، فيما بين القاهرة ومصر، على شاطئ النيل (١).
أنشأها الأمير علاء الدّين طيبرس الخازندار نقيب الجيوش، في سنة سبع وسبع مائة، بجوار جامعه المقدّم ذكره عند ذكر الجوامع من هذا الكتاب (٢)، وقرّر بها عدّة من الصّوفيّة، وجعل لهم شيخا، وأجرى لهم المعاليم.
ولم تزل عامرة إلى أن حدثت المحن من سنة ستّ وثمان مائة، فابتاع شخص الوكالة والرّبعين - المعروفين بربع بكتمر - والحمّامين، ونقض ذلك فخرب الخطّ، وصار مخوفا. فلمّا كان في سنة أربع عشرة وثمان مائة، نقل الحضور من هذه الخانقاه إلى المدرسة الطيبرسيّة بجوار الجامع الأزهر (٣)، وهي الآن بصدد أن تدثر وتمحى آثارها.
[خانقاه آقبغا]
هذه الخانقاه هي موضع من المدرسة الآقبغاوية بجوار الجامع الأزهر، أفرده الأمير آقبغا عبد الواحد، وجعل فيه طائفة يحضرون وظيفة التّصوّف، وأقام لهم شيخا، وأفرد لهم وقفا يختصّ بهم، وهي باقية إلى يومنا هذا (٤). وله أيضا خانقاه بالقرافة.
الخرّوبيّة
/ هذه الخانكاه بساحل الجيزة، تجاه المقياس، كانت منظرة من أعظم الدّور وأحسنها (٥).
أنشأها زكيّ الدّين أبو بكر بن عليّ الخرّوبي كبير التّجّار، ثم توارثها من بعده أولاد الخرّوبي التّجّار بمصر، فلم تزل بأيديهم إلى أن نزلها السّلطان المؤيّد شيخ، في يوم الاثنين ثاني عشر شهر رجب الفرد سنة اثنتين وعشرين وثمان مائة، وأقام بها. فاقتضى رأيه أن يجعلها خانكاه، فاستدعى بابن الخرّوبي ليشتريها منه، فتبرّع بما يخصّه منها، وصار إليه باقيها.
(١) الشجاعي: تاريخ الملك الناصر ١١٧. (٢) فيما تقدم ٢٠٥. (٣) فيما تقدم ٥٣٦ - ٥٣٨. (٤) فيما تقدم ٥٤٠ - ٥٤٤. (٥) المقريزي: السلوك ٥٠٢: ٤، ٥٢٨، ٥٢٩.