هذا الجامع بجوار باب البرقيّة في خطّ بين السّورين (١). كان موضعه مساكن أهل الفساد وأصحاب الرّيب (a). فلمّا أنشأ الأمير الوزير علاء الدّين مغلطاي الجمالي خانقاهه المعروفة بالجماليّة قريبا من خزانة البنود بالقاهرة (٢)،/ كره مجاورة هذه الأماكن لداره وخانقاهه، فأخذها وهدمها، وبنى هذا الجامع في مكانها، وسمّاه «جامع التّوبة»، فعرف بذلك إلى اليوم (٣). وهو الآن تقام فيه الجمعة، غير أنّه لا يزال طوال الأيّام مغلق الأبواب لخلوّه من ساكن، وقد خرب كثير ممّا يجاوره، وهناك بقايا من أماكن.
جامع أخي صاروجا (b)
هذا الجامع مطلّ على ضفّة (c) الخليج النّاصريّ بالقرب من بركة الحاجب (d)، التي تعرف ببركة الرّطلي (٤)، كان خطّة تعرف بحارة (e) العرب. فأنشأ بها هذا الجامع ناصر الدّين محمد، أخو
(a) بولاق: الرأي. (b) في نسخ الخطط: جامع صاروجا، والتصويب من السلوك والنجوم الزاهرة. (c) إضافة من المسوّدة. (d) المسودة: بركة الطّوّابة، وهو اسمها الأوّل. (e) بولاق: بجامع. (١) هذا التّحديد لا ينطبق على موضع الجامع الذي بناه مغلطاي الجمالي بجوار داره وخانقاهه القريبة من خزانة البنود بالقاهرة، وإنّما ينطبق على «جامع البرقيّة» الذي أنشأه معاصره مغلطاي الفخري أخو الأمير ألماس الحاجب، والذي سيرد (فيما يلي ٣٢٥) باسم «جامع البرقيّة». ووقع المقريزي في الخطأ نفسه في كتاب «السّلوك» حيث نسب بناء «جامع بين السّورين» المعروف ب «جامع التّوبة»، في حوادث ذي القعدة سنة ٧٣٠ هـ، إلى الأمير علاء الدّين طقطاي أحد مماليك السّلطان النّاصر محمد ابن قلاوون (السلوك ٣٢٣: ٢)!، ثم نسب بناء «جامع التّوبة» بباب البرقيّة في موضع آخر إلى الأمير مغلطاي أخي الأمير ألماس (السلوك ٥٤٥: ٢). ونجد الخطأ نفسه كذلك عند أبي المحاسن بن تغري بردي الذي أطلق على «جامع البرقيّة» الذي عمّره مغلطاي أخو الأمير ألماس اسم «جامع التّوبة». (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٠٥: ٩). (٢) انظر فيما يلي ٥٧٥، ٧٤٣. (٣) بناء على هذا الوصف ومجاورة الجامع للخانقاه الجمالية الواقعة الآن بحارة قصر الشوك (فيما يلي ٥٧٥)، فإنّ موضع «جامع التّوبة» يجب أن يكون خلف الخانقاه داخل درب الفرّاخة، ولم يتبق منه إلاّ قطعة أرض صغيرة عليها مقام وزاوية الشيخ عطيّة التي يفتح بابها على عطفة درب الحمام خلف درب الفرّاخة بقسم الجمالية. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٩٦: ٩ - ٩٧ هـ ٤، ٢٠٥ هـ ١). (٤) انظر تحديد موضع بركة الرّطلي، فيما تقدم ٥٤٠: ٣.