للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدرسة الصّالحيّة [أثر رقم ٣٨]

هذه المدرسة بخطّ بين القصرين من القاهرة (١). كان موضعها من جملة القصر الكبير الشّرقي، فبنى فيه الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب (a) بن الكامل محمد بن العادل أبي بكر ابن أيّوب (a) هاتين المدرستين، فابتدأ بهدم موضع هذه المدارس في قطعة من القصر، في ثالث عشر ذي الحجّة سنة تسع وثلاثين وستّ مائة، ودكّ أساس المدارس في رابع عشر ربيع الآخر سنة أربعين (٢)، ورتّب فيها دروسا أربعة للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة في سنة إحدى وأربعين وستّ مائة (٣). وهو أوّل من عمل بديار مصر دروسا أربعة في مكان واحد (b).


(a) (a-a) ساقطة من بولاق.
(b) واحد: ساقط من بولاق.
(١) ما زالت بقايا المدارس الصّالحيّة موجودة في شارع المعزّ لدين اللّه في مواجهة مجموعة قلاوون، وهي أوّل مدرسة يدرّس فيها فقه المذاهب الأربعة في القاهرة، ولكن تخطيطها لم يكن تخطيطا متعامدا مثل مدارس العصر المملوكي، وإنّما كانت مبنّى مستطيلا غير متساوى الأضلاع، وتحتلّ قاعات المدارس جانبي هذا المستطيل في كلّ جانب قاعاتان. وقد اندثرت أبنية هذه المدارس الداخلية وتبقّى منها إيوان الفقهاء المالكية المجاور لقبّة الملك الصّالح، وبوّابة المدارس وواجهتها الشمالية ومئذنتها القائمة فوق البوّابة الرئيسة، وترتفع قمّتها عن سطح الأرض ٣٢ مترا بنيت كلّها من الآجرّ، بينما بنيت الواجهة من الحجارة المصقولة. (راجع لتفاصيل أكثر عن تخطيط المدرسة وعناصرها المعمارية أحمد فكري: مساجد القاهرة ومدارسها ٦٠: ٢ - ٧٥؛
(٢) في تاريخ بطاركة الكنيسة ١١٩: ٢/ ٤: رسم بأن يعمّر مدرسة بالقاهرة قدّام الصّاغة في الموضع الذي كان يسكن فيه البياطرة قدّام القصر وشرع في ذلك ونقل البياطرة من هناك فتحوّلوا إلى ناحية باب البحر إلى صوب الرّكن المخلّق وهدّ ذلك الجانب من القصر وهو ما يلي باب الزّهومة إلى بحري طول مائة ذراع بالعمل في مثلها في العرض واهتّم بذلك.
(٣) يوجد بالمدرسة على لوحة من الرّخام كتابة تاريخية -