للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها الخراب، ولولا ما يتحصّل منها للفقهاء لدثرت.

وفي شعبان سنة خمس وعشرين وثمان مائة، أخرج السّلطان الملك الأشرف برسباي الدّقماقي ناحيتي الأعلام والحنبوشيّة - وكانتا من وقف السّلطان الملك الناصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب على هذه المدرسة - وأنعم بهما على مملوكين من مماليكه ليكونا إقطاعا لهما (١).

[مدرسة يازكوج]

هذه المدرسة بسوق الغزل في مدينة مصر، وهي مدرسة معلّقة بناها (a) (٢).

[مدرسة ابن الأرسوفي]

هذه المدرسة كانت بالبزّازين التي تجاور خطّ النخّالين بمصر، عرفت بابن الأرسوفي التّاجر العسقلاني، وكان بناؤها في سنة سبعين وخمس مائة، وهو عفيف الدّين عبد اللّه بن محمد الأرسوفي، مات بمصر في يوم الاثنين حادي عشرين ربيع الأوّل سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة (٣).

مدرسة منازل العزّ

هذه المدرسة كانت من دور الخلفاء الفاطميين، بنتها أمّ الخليفة العزيز باللّه بن المعزّ، وعرفت بمنازل العزّ، وكانت تشرف على النيل، وصارت معدّة لنزهة الخلفاء. وممّن سكنها ناصر الدّولة


(a) بياض في النسخ. - (ابن خلدون: التعريف ٢٥٣ - ٢٥٤، ٢٧٩ - ٢٨٠؛ المقريزي: السلوك ٥١٣: ٣).
(١) المقريزي: السلوك ٦١٦: ٤، ووردت هذه الفقرة في هامش نسخة آياصوفيا.
(٢) سمّاها ابن دقماق «المدرسة الأزكشية»، وأضاف: «هذه المدرسة هي المعلّقة بمصر بسوق الغزل بناها الأمير يازكوج لما بنى الرّبعين المتقابلين اللذين أحدهما سفلها. وهي مدرسة مباركة درّس بها الفقيه العالم أبو الطاهر محمد ابن الحسين الأنصاري الشّافعي خطيب جامع مصر إلى حين وفاته إلى رحمة اللّه تعالى، ثم درّس بها الفقيه ظهير الدّين جعفر ابن يحيى القرشي التّزمنتي إلى حين وفاته، ثم درّس بها الفقيه فتح الدّين إبراهيم بن الحسن الأنصاري إلى حين سفره قاضيا بالواحات، ثم درّس بها الفقيه سديد الدّين عبد الباري السّقطي، ثم أخوه ظهير الدّين، ثم أخوه عماد الدّين. وهي الآن». (الانتصار ٩٥: ٤، وانظر فيما يلي ٤٦٥).
(٣) قارن ابن دقماق: الانتصار ٩٨: ٤.