للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كانت البدنتان أزيد (a) ممّا هما الآن بكثير، هدم أعلاهما الملك المؤيّد شيخ لما أنشأ الجامع داخل باب زويلة، وعمّر على البدنتين منارتين. ولذلك خبر تجده في ذكر الجوامع عند ذكر الجامع المؤيّدي (b) من هذا الكتاب فانظره عند ذكر الجوامع تجده (b) (١).

باب النّصر [أثر رقم ٧]

كان باب النّصر أوّلا دون موضعه اليوم، وأدركت قطعة من أحد جانبيه كانت تجاه ركن المدرسة القاصديّة الغربي بحيث تكون الرّحبة التي فيما بين المدرسة القاصديّة وبين بابي جامع الحاكم القبليين خارج القاهرة. وكذلك (c) تجد في أخبار الجامع الحاكمي أنّه وضع خارج القاهرة (٢).

فلمّا كان في أيام المستنصر وقدم عليه أمير الجيوش بدر الجمالي من عكّا وتقلّد وزارته وعمّر سور القاهرة، نقل باب النّصر من حيث وضعه القائد جوهر إلى حيث هو الآن، فصار قريبا من مصلّى العيد، وجعل له باشورة أدركت بعضها إلى أن احتفرت أخت الملك الظّاهر برقوق الصّهريج السّبيل تجاه باب النّصر، فهدمت (d) وأقامت السّبيل مكانه (٣).

وعلى باب النّصر مكتوب (e) بالكوفيّ في أعلاه:

«لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه، صلوات اللّه عليهما» (٤).


(a) بولاق: أكبر.
(b) (b-b) ساقطة من بولاق.
(c) بولاق: ولذلك.
(d) بولاق: فهدمته.
(e) ساقطة من النسخ.
(١) فيما يلي صفحة ٣٢٩: ٢.
(٢) فيما يلي صفحة ٢٧٧: ٢.
(٣) ما زال باب النّصر الذي أقامه أمير الجيوش بدر الجمالي موجودا وعليه كتابة تاريخية تفيد البدء في بنائه في المحرم سنة ٤٨٠ هـ/ ١٠٨٧ م، ولكن هذه الكتابة لا تذكر الباب باسمه المعروف لنا - مثل الكتابة الموجودة أيضا على بابي الفتوح والبرقية - وإنما نجدها تطلق على باب النصر (باب العزّ) وعلى باب الفتوح «باب الإقبال» وعلى باب البرقية «باب التوفيق». ورغم أن المقريزي قد اطّلع على هذه الكتابات التاريخية، بما أنه أورد نص الاعتقاد الشيعي الوارد على باب النصر «محمد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه»، فإنه يستمر في ذكر الأبواب بأسمائها القديمة. (انظر، Fu'?d Sayyid، A.، op.cit.، (pp. ٣٩٩ - ٤٠٥.
(٤) ما زال هذا النّص موجودا أسفل الكتابة التاريخية