وقد ذكر ابن عبد الظّاهر في كتاب «خطط القاهرة» أنّ باب زويلة هذا بناه العزيز باللّه نزار بن المعزّ وتمّمه أمير الجيوش، وأنشد لعلي بن محمد النّيلي:
[الكامل]
يا صاح لو أبصرت باب زويلة … لعلمت قدر محلّه بنيانا
باب تأزّر بالمجرّة وارتدى ال … شّعرى ولاث برأسه كيوانا
لو أنّ فرعونا رآه لم يرد … صرحا ولا أوصى به هامانا (١)
انتهى (b).
وسمعت غير واحد يذكر أنّ فردتيه يدوران في سكرّجتين (٢) من زجاج.
وذكر جامع «السّيرة النّاصرية (c) محمد بن قلاوون»، أنّ في سنة خمس وثلاثين وسبع مائة رتّب أيدكين - والي القاهرة في أيام الملك النّاصر محمد بن قلاوون - على باب زويلة خليليّة تضرب كلّ ليلة بعد العصر (٣).
وقد أخبرني من طاف البلاد ورأى مدن المشرق، أنّه لم يشاهد في مدينة من المدائن عظم باب زويلة، ولا رأى (d) مثل بدنتيه اللتين عن جانبيه. ومن تأمّل الأسطر التي قد كتبت على أعلاه من خارجه، فإنّه يجد فيها اسم أمير الجيوش والخليفة المستنصر وتاريخ بنائه (٤).
(a) بولاق: بناه. (b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: سيرة الناصر. (d) بولاق: يرى. الجيوش بدر شخص يدعى يوحنا الراهب، وراجع مناقشة هذا الموضوع والطراز المعماري للسور والأبواب عند Fu'?d Sayyid، A.، op.cit.، pp. ٣٩٦، ٤٣٠ - ٣١. (١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٧ - ١٨ (وهو وهم)؛ القلقشندي: صبح ٣٤٩: ٣؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٣٤٩، وقارن كذلك: الإدريسي: أنوار علوي الأجرام ٥٢. (٢) سكرّجة وأسكرّجة، فارسي معرّب. ترجمتها مقرّب الخل، وهي هنا بمعنى وعاء زجاجي يسهّل انزلاق عضادتي الباب (الجواليقي: المعرب ٢٧، ١٩٧). (٣) هو موسى بن محمد بن يحيى اليوسفي، المتوفى سنة ٧٥٩ هـ/ ١٣٥٨ م وعنوان تاريخه «نزهة الناظر في سيرة الملك الناصر»، ونقل عنه المقريزي في أكثر من موضع (انظر مسودة المواعظ والاعتبار ١٤٥ - ١٤٦، وفيما تقدم ٤٩: ١، وورد الخبر في الكتاب في صفحة ٢٣٢. (٤) فقدت اليوم الكتابة الخاصة بالنّصّ الإنشائي لباب زويلة والتي شاهدها المقريزي في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، وما زال مكانها يرى خاليا الآن، ولو وصلت إلينا هذه الكتابة لدلّتنا على الاسم الجديد الذي حمله باب زويلة مثل بقية أبواب القاهرة الأخرى التى أنشأها بدر الجمالي (فيما يلي صفحة ٢٧١).