للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب زويلة الذي أنشأه بدر الجمالي سنة ٤٨٥ هـ

فلمّا ابتنى الأمير جمال الدّين يوسف الأستادّار المسجد المقابل لباب زويلة، وجعله باسم الملك النّاصر فرج ابن الملك الظّاهر برقوق (١)، ظهر عند حفره الصّهريج الذي به بعض هذه الزّلاّقة، وأخرج منها حجارة من صوّان لا تعمل فيها العدّة الماضية، وأشكالها في غاية من الكبر لا يستطيع جرّها إلاّ أربعة أرؤس بقر، فأخذ الأمير جمال الدّين منها شيئا. وإلى الآن حجر منها ملقى تجاه قبو الخرنشف من القاهرة.

ويذكر أنّ ثلاثة إخوة قدموا من الرّها (٢)، بنّائين بنوا باب زويلة وباب النّصر وباب الفتوح، كلّ واحد بنى بابا، وأنّ باب زويلة هذا بني في سنة أربع وثمانين وأربع مائة، وأنّ


(١) لم يخصص المقريزي - فيما وصل إلينا - أي مدخل للحديث عن مسجد الناصر فرج بن برقوق المقابل لباب زويلة؛ وما زال هذا المسجد والسّبيل الملحق به قائما ومسجلا بالآثار برقم ٢٠٣، وقد تم فكه وإعادة بنائه إلى الخلف من موضعه في عام ١٩٢٢، لتوسيع شارع تحت الرّبع، القادم من ميدان باب الخلق (انظر Saleh Lamei Mostafa، Moschee des Farag ibn Barquq in Kairo،؛ Glugkshdt ١٩٧٢ ونشر هارمان Haarmann وصف الجامع من حجة وقف الناصر فرج بن برقوق في الكتاب نفسه بين صفحتي ٤٤ - ٥١.
(٢) ذكر أبو صالح الأرمني: تاريخ ٥١ ظ أن الذي هندس سور القاهرة وأبوابها في الخلافة المستنصرية ووزارة أمير