للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما زالت دار الضّرب هذه في الدّولة الفاطمية باقية إلى أن استبدّ السّلطان صلاح الدّين، فصارت دار الضّرب حيث هي اليوم كما تقدّم ذكره. وكان لدار الضّرب المذكورة في أيّامهم أعمال، ويعمل بها دنانير الغرّة ودنانير خميس العدس، ويتولاّها قاضي القضاة لجلالة قدرها عندهم.

قال ابن المأمون: وفي شوّال منها - وهي سنة ستّ عشرة وخمس مائة - أمر الأجلّ ببناء دار الضّرب بالقاهرة المحروسة، لكونها مقرّ الخلافة وموطن الإمامة، فبنيت بالقشّاشين قبالة المارستان، وسمّيت بالدار الآمرية، واستخدم لها العدول، وصار دينارها أعلى عيارا من جميع ما يضرب بجميع الأمصار (١). انتهى.

وكانت دار الضّرب المذكورة تجاه المارستان فكان المارستان بجوار خزانة الدّرق: فما عن يمينك الآن، إذا سلكت من رأس الخرّاطين، فهو موضع دار الضّرب ودار الوكالة هكذا إلى الحمّام التي بالخرّاطين وما وراءها، وما عن يسارك فهو موضع المارستان.

قال ابن عبد الظّاهر: في أيام المأمون بن البطائحي، وزير الآمر بأحكام اللّه، بنيت دار الضّرب في القشّاشين قبالة المارستان الذي هناك، وسمّيت بالدّار الآمريّة (٢).

ذكر (a) دار العلم الجديدة

وكان بجوار القصر الكبير الشّرقي دار في ظهر خزانة الدّرق من باب تربة الزّعفران، لمّا أغلق الأفضل بن أمير الجيوش دار العلم التي كان الحاكم بأمر اللّه فتحها في باب التّبّانين، اقتضى الحال بعد قتله إعادة دار العلم (b) التي كان الحاكم فتحها (b). فامتنع الوزير المأمون من إعادتها في موضعها، فأشار الثّقة زمام القصور بهذا الموضع، فعمل دار العلم في شهر ربيع الأوّل سنة سبع


(a) ساقطة من بولاق.
(b) (b-b) ساقطة من بولاق.
(١) ابن المأمون: أخبار ٣٨؛ ابن ميسر: أخبار ٩٢؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٢٧١، واتعاظ الحنفا ٩٢: ٣.

(٢) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٣٣؛ المقريزي: المسودة ٢٧١، ووردت الفقرة الخاصة بدار الضرب في نسخة آياصوفيا بعد ذكر دار العلم الجديدة الآتي ذكرها، وهذا أيضا بسبب إساءة نقل الطيارات التي كان يضيفها المقريزي.