فلمّا كان الغلاء في زمن الملك الأشرف شعبان بن حسين، سنة سبع وسبعين وسبع مائة، خرب كثير ممّا كان بالقرب من الرّيدانيّة، واختلّت أحوال هذه الجهة إلى أن كانت المحن من سنة ستّ وثمان مائة، فتلاشت وهدمت دورها وبيعت أنقاضها، وفيها بقيّة آيلة إلى الدّثور.
الرّيدانيّة
كانت بستانا لريدان الصّقلبي أحد خدّام العزيز باللّه نزار بن المعزّ، كان يحمل المظلّة على رأس الخليفة، واختصّ بالحاكم، ثم قتله في يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.
وريدان إن كان اسما عربيّا، فإنّه من قولهم: ريح ريدة ورادة وريدانة، أي ليّنة الهبوب، وقيل ريح ريدة كثيرة الهبوب (a) (١).
(a) هنا في هامش آياصوفيا: بياض خمسة أسطر. (١) Behrens-Abouseif، D.، op.cit.، pp. ١٦٥ - ٧١؛ وفيما تقدم ٦٢. وهي تعادل الآن المنطقة المعروفة بالعبّاسية بالقاهرة.