للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجامع الباسطي]

[أثر رقم ٦٠]

هذا الجامع بخطّ الكافوري من القاهرة. كان موضعه من جملة أراضي البستان، ثم صار ممّا اختطّ كما تقدّم ذكره (١). فأنشأه القاضي زين الدّين عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدّمشقي (٢)،


= وقيساريّة العنبر هي المكان المعروف الآن بالتّربيعة.
وما يزال «الجامع الأشرفي» قائما إلى الآن بشارع المعز لدين اللّه (الأشرفية سابقا) في المنطقة الواقعة بين شارع جوهر القائد شمالا وشارع الأزهر جنوبا. ويوجد على واجهة الجامع كتابة تاريخية، نصّها:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - الآيات ١ - ٣ سورة الفتح - أنشأ هذه المدرسة المباركة سيّدنا ومولانا السّلطان المالك الملك الأشرف أبو النّصر برسباي، خلّد اللّه ملكه بمحمد وآله يا ربّ العالمين، وذلك بنظر العبد الفقير إلى اللّه تعالى عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورة، غفر اللّه له وللمسلمين، في مدّة أوّلها شهر شعبان سنة ستّ وعشرين وثمان مائة وآخرها سلخ جمادى الأوّل سنة سبع وعشرين وثمان مائة». van Berchem، M.، CIA). (Egypte I، n ٠ ٢٤٢ والجامع مبني على نظام المدارس المتعامدة، فهو جامع - مدرسة - مثل جامع السّلطان حسن (فيما تقدم ٢٦٩)، وعبد الباسط الذي تولى نظر عمارة الجامع هو صاحب الجامع الآتي ذكره.
(راجع، المقريزي: السلوك ٦٣٦: ٤، أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٦٤: ١٤؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٨٦: ٢، ١٠٩؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١١٠: ٢ (٣٣ - ٤٠)، ١١٩: ٤ - ١٢٠ (٥٧)؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٢١ - ٢٢٤؛ Darrag، A.، L'Egypte sous le regne de Barsbay، pp. ٤٠٦ - ٩؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ١٠٢: ٤ - ١١٧؛ محمد عبد الستار عبد المقصود: الآثار الباقية للسلطان الأشرف برسباي بمدينة القاهرة، رسالة ماجستير بكلية الآثار - جامعة القاهرة ١٩٧٧؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٤٥١: ٣ - ٤٨٤).
(١) فيما تقدم ٧٢: ٣ - ٧٣.
(٢) القاضي زين الدّين عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدّمشقي، نشأ بدمشق واتّصل بالأمير شيخ حين كان نائبا بدمشق، وقدم معه إلى الدّيار المصرية بعد مقتل النّاصر فرج سنة ٨١٥ هـ/ ١٤١٢ م، فولاّه نظر الخزانة والكتابة، وظلّ فيها مدّة اشترى في أثنائها دار تنكز (فيما تقدم ١٧٩: ٣) فأصلحها وكمّلها وجعلها سكنا له، وعمّر تجاهها مدرسته، وتوفي عبد الباسط بن خليل سنة ٨٥٤ هـ/ ١٤٥٠ م ودفن بتربته بالصّحراء، وهو أيضا صاحب القيسارية المعروفة به برأس الخرّاطين من القاهرة (فيما تقدم ٣٠٣: ٣).
راجع، أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٥٥٢: ١٥ - ٥٥٤، المنهل الصافي ١٣٦: ٧ - ١٤٣؛ السّخاوي: الضوء اللامع ٢٤: ٤ - ٢٧؛ وهو أوّل من تسمّى بعبد الباسط!
ودار تنكز التي اشتراها القاضي عبد الباسط (فيما تقدم ١٧٩: ٣) هي القصر الذي آل نحو منتصف القرن التاسع عشر إلى والي مصر عبّاس باشا الأوّل، فأنشأه إنشاء جديدا وأطلق عليها «سراي الإلهامية» على لقب ابنه إبراهيم إلهامي، واشتهرت كذلك باسم «دار الخرنفش»، إلى أن أنعم بها الخديو إسماعيل باشا على السّيّد علي البكري نقيب الأشراف عند ما أخذت داره الموجودة بحارة الشيخ عبد الحق المتفرعة من شارع العشماوي، وقت تنظيم -