للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدرسة الخرّوبيّة [أثر رقم ٥٣٢]

هذه المدرسة بظاهر مدينة مصر، تجاه المقياس بخطّ كرسي الجسر، أنشأها كبير الخراربة (a) بدر الدّين محمد بن محمد بن عليّ الخرّوبي - بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة وضمّها ثم واوا ساكنة بعدها باء موحّدة، ثم ياء آخر الحروف - التّاجر في مطابخ السّكّر وفي غيرها بعد سنة خمسين وسبع مائة (١). وجعل مدرّس الفقه بها الشّيخ بهاء الدّين عبد اللّه بن عبد الرّحمن ابن عقيل، والمعيد الشّيخ سراج الدّين عمر البلقيني. ومات سنة اثنتين وستين وسبع مائة.

وأنشأ أيضا ربعين بخطّ دار النحاس من مصر على شاطئ النيل، وربعين مقابل المقياس بالقرب من مدرسته.

ولبدر الدّين هذا أخ من أبيه أسنّ منه، يقال له صلاح الدّين أحمد بن محمد بن عليّ الخرّوبي، عاش بعد أخيه، وأنجب في أولاده وأدرك لهم أولادا نجباء. وكان أوّلا قليل المال، ثم تموّل وأنشأ تربة كبيرة بالقرافة، فيما بين تربة الإمام الشّافعيّ وتربة الليث بن سعد، مقابل السّروتين، وجدّدها حفيده نور الدّين عليّ بن عزّ الدّين محمد بن صلاح الدّين وأضاف إليها مطهرة حسنة، ومات سنة تسع وستين وسبع مائة (٢).

وشرط بدر الدّين في مدرسته ألاّ يلي بها أحد من العجم وظيفة/ من الوظائف، فقال في كلّ وظيفة منها: ويكون من العرب دون العجم. وكانت له مكارم، جهّز مرّة ابن عقيل إلى الحجّ بنحو خمس مائة دينار.


(a) بولاق: الخراربية.
(١) ابن دقماق: الانتصار ٩٩: ٤؛ المقريزي: درر العقود الفريدة ٢٢٨: ٣.
(٢) حلّ محلّها الآن جامع القبوة الواقع في شارع القبوة بمصر القديمة. جدّد في سنة ١١١٥ هـ/ ١٧٠٣ م. يدلّ على ذلك كتابة تاريخية نصّها:
«أصل هذا المسجد الشّريف للشيخ نور الدّين الخرّوبي، ثم بعد الخراب والاندثار جدّدها وجعلها جامعا بخطبة، العبد الفقير قيومجي أحمد كتخدا عزبان، وسألتكم الفاتحة سنة ١١١٥».