محمد بن إبراهيم بن عمر السّيوطي ناظر بيت المال (a)) في سنة أربع وأربعين وسبع مائة (a)، ومات في سنة تسع وأربعين وسبع مائة. (a)) وكان يباشر شهادة دواوين (١) الأمراء وولي نظر بيت المال (a).
ثم جدّد عمارته بعد ما تهدّم وزاد فيه ناصر الدّين محمد بن محمد بن عثمان بن محمد، المعروف بابن البارزي الحموي (٢) كاتب السّرّ، وأجرى فيه الماء، وأقام فيه الخطبة يوم الجمعة ثالث (b)/ عشرين جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثمان مائة. فجاء في أحسن هندام وأبدع زيّ، وصلّى فيه السّلطان الملك المؤيّد شيخ الجمعة في أوّل جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثمان مائة (٣).
الجامع النّاصري حسن (c)
[أثر رقم ١٣٣]
هذا الجامع يعرف بمدرسة السّلطان حسن (٤). وهو تجاه قلعة الجبل فيما بين القلعة وبركة الفيل،
(a-a) إضافة من المسوّدة. (b) بولاق: سادس. (c) بولاق: جامع الملك الناصر حسن. (١) المقريزي: السلوك ٧٩٧: ٢؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٤٢: ١٠. (٢) توفي ناصر الدّين ابن البارزي في سنة ٨٢٣ هـ/ ١٤٢٠ م. (المقريزي: المقفى الكبير ٧١: ٧ - ٧٢، درر العقود الفريدة ١١٥: ٣ - ١١٧، السلوك ٥٤٥: ٤. أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٦١: ١٤؛ السخاوي: الضوء اللامع ١٣٧: ٩). (٣) المقريزي: السلوك ٥٢٩: ٤. (٤) هذا المبنى الذي شيّده السّلطان النّاصر حسن كانت له - كما جاء في وثيقة وقفه - وظيفتان: وظيفة الجامع - وهي الأصل - ووظيفة المدرسة، لذلك ذكره المقريزي مع المساجد الجامعة وقال إنّه الجامع المعروف بمدرسة السّلطان حسن، فقد جاء بالوقفية: «وأمّا المكان الكبير المجاور للقبّة المذكورة من الجهة البحرية، المشتمل على الأواوين الأربعة والصّحن والبحرة التي بوسطه، فإنّه - أعزّ اللّه أنصاره - وقف ذلك جميعه - خلا البحرة - مسجدا للّه تعالى جامعا تقام فيه الصّلوات والجمع والأعياد والجماعات ويعتكف فيه على الطّاعات ويتلى فيه كتاب اللّه الكريم ويذكر فيه اسمه العظيم ويشتغل فيه بالعلم الشّريف وجعل حكمه حكم المساجد العامرة، والإيوان القبلي منه (أي إيوان القبلة) جعله أيضا لإقامة الخطبة ولقراءة المصحف الكريم، ولجلوس الشّافعيّة مع مدرّسهم لأداء وظيفة الدّرس العامر فيه»، وأوضح الواقف ذلك بعبارة أخرى فقال بعد قليل: «وأمّا المكان الذي بالجهة الشّرقيّة من الإيوان القبلي المذكور فوقف الإيوان الذي بصدره المحراب منه مسجدا للّه تعالى تقام فيه الصّلوات … ووقف بقيّة المكان المذكور مدرسة لاشتغال طلبة العلم الشّريف على مذهب الإمام الشّافعي ﵁ ولاستقرار الخمسين نفر المشروط إقامتهم بها». وكرّر ذلك بالنسبة للأواوين -