للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجعلها وقفا على هذا المكان (١).

[منجك]

الأمير سيف الدّين اليوسفي (٢) - لمّا امتنع أحمد ابن الملك النّاصر محمد بن قلاوون بالكرك، وقام في مملكة مصر بعده أخوه الملك الصّالح عماد الدّين إسماعيل، وكان من محاصرته بالكرك ما كان إلى أن أخذ فتوجّه إليه وقطع رأسه، وأحضرها إلى مصر - وكان حينئذ أحد السّلاح دارية - فأعطي إمرة بديار مصر، وتنقّل في الدّول إلى أن كانت سلطنة الملك المظفّر حاجي ابن الملك النّاصر محمد بن قلاوون، فأخرجه من مصر إلى دمشق، وجعله حاجبا بها موضع ابن طغريل. فلمّا قتل الملك المظفّر، وأقيم بعده أخوه الملك النّاصر حسن، أقيم الأمير سيف الدّين بيبغا روس (a) في نيابة السّلطنة بديار مصر - وكان أخا منجك - فاستدعاه من دمشق، وحضر إلى القاهرة في ثامن شوّال سنة ثمان وأربعين وسبع مائة، فرسم له بإمرة تقدمة ألف، وخلع عليه خلع الوزارة؛ فاستقرّ وزيرا وأستادّارا، وخرج في دست الوزارة والأمراء في خدمته من القصر إلى قاعة الصّاحب بالقلعة، فجلس بالشّبّاك، ونفّذ أمور الدّولة. ثم اجتمع بالأمراء (b)، وقرأ عليهم أوراقا تتضمّن ما على الدّولة من المصروف، ووفّر من جامكيّة المماليك مبلغ ستين ألف درهم في الشهر، وقطع كثيرا من جوامك الخدم والجواري والبيوتات السّلطانية، ونقّص رواتب الدّور من زوجات السّلطان وجواريه، وقطع رواتب المغاني (c).

وعرض الإسطبل السّلطاني، وقطع منه عدّة أميرآخورية وسرآخورية (٣) وسوّاس وغلمان، ووفّر من راتب الشّعير نحو الخمسين إردبّا في كلّ يوم، وقطع جميع الكلابزية وكانوا خمسين جوقة،


(a) بولاق: يلبغا روس.
(b) بولاق: الأمراء.
(c) بولاق: الأغاني.
(١) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢١٧: ١٠.
(٢) راجع ترجمة الأمير الوزير سيف الدّين منجك اليوسفي النّاصري، المتوفى سنة ٧٧٦ هـ/ ١٣٧٤ م، والمدفون في تربته التي أنشأها عند جامعه وخانقاهه تجاه القلعة، عند المقريزي: درر العقود الفريدة ٤٢٠: ٣ - ٤٢٦، السلوك ٢٤٧: ٣؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ١٣٠: ٥ - ١٣٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٣: ١١ - ١٣٤، الدليل الشافي ٧٤٣؛ ابن إياس: بدائع الزهور ١٤٨: ٢/ ١ - ١٤٩.
(٣) الأمير آخور. سبق التعريف به فيما تقدم ٣١٢: ٣ هـ ٢. أمّا السّراخور فهو الذي يتحدّث على علف الدّوابّ من الخيل وغيرها. وهو مركّب من لفظين فارسيين: أحدهما «سرا» ومعناه الكبير، والثّاني «خور» ومعناه العلف، فيكون المعنى: كبير العلف، أي كبير الجماعة الذين يتولّون علف الدّوابّ. والعامّة يقولون «سراخوري» بإثبات ياء النّسب في آخره ولا وجه له، وأضاف القلقشندي أنّ متشدّقي الكتّاب كانوا يبدّلون الراء فيه لاما فيقولون -