وكان هذا الخطّ بستانا يعرف ببستان أبي الحسين بن مرشد الطّائي، ثم عرف ببستان نامش، ثم عرف أخيرا ببستان سيف الإسلام طغتكين بن أيّوب. وكان يشرف على بركة الفيل، وله دهاليز واسعة عليها جواسق (a) تنظر إلى الجهات الأربع. ويقابله - حيث الآن المدرسة البندقدارية (b) وما في صفّها إلى الصّليبة - بستان يعرف ببستان الوزير ابن المغربي، وفيه حمّام مليحة. ويتّصل ببستان ابن المغربي بستان عرف أخيرا ببستان شجر الدّر، وهو حيث الآن سكن الخلفاء بالقرب من المشهد النّفيسي. ويتّصل ببستان شجر الدّرّ بساتين إلى حيث الموضع المعروف اليوم بالكبارة من مصر.
ثم إنّ بستان سيف الإسلام حكره أمير يعرف بعلم الدّين (c) الغتمي. فبنى النّاس فيه الدّور في الدّولة التّركيّة، وصار يعرف بحكر الغتمي (١)، وهو الآن يعرف بدرب ابن البابا.
وهو الأمير (d) الكبير المعظّم (d) الجليل جنكلي بن محمد بن البابا بن جنكلي بن خليل بن عبد اللّه بدر الدّين العجلي (٢)، رأس الميمنة، وكبير الأمراء النّاصريّة محمد بن قلاوون بعد الأمير جمال الدّين نائب الكرك. قدم إلى مصر في أوائل سنة أربع وسبع مائة، بعدما طلبه الملك الأشرف خليل بن قلاوون، ورغّبه في الحضور إلى الدّيار المصرية، وكتب له منشورا بإقطاع جيّد، وجهّزه إليه. فلم يتّفق حضوره إلاّ في أيّام الملك النّاصر محمد بن قلاوون، وكان مقامه بالقرب من آمد، فأكرمه وعظّمه وأعطاه إمرة. ولم يزل مكرّما معظّما، وفي آخر وقته - بعد خروج الأمير أرغون النّائب من مصر - كان السّلطان يبعث إليه الذّهب مع الأمير بكتمر السّاقي وغيره، ويقول له: لا تبوس الأرض على هذا، ولا تنزله في ديوانك. وكان أوّلا يجلس رأس الميمنة ثاني نائب الكرك، فلمّا سار نائب الكرك لنيابة طرابلس، جلس الأمير جنكلي رأس/ الميمنة، وزوّج السّلطان ابنه إبراهيم بن محمد ابن قلاوون بابنة الأمير بدر الدّين.
(a) مسودة الخطط: وله دهاليز كبار وعليها جواسق. (b) مسودة الخطط: وكان تجاه بستان سيف الإسلام حيث اليوم البندقدارية. (c) بياض في المسودة وآياصوفيا. (d-d) إضافة من مسودة الخطط. (١) المقريزي: مسودة الخطط ٤٥ ظ؛ وفيما تقدم ٥٥. (٢) راجع أخبار الأمير جنكلي بن البابا، المتوفى سنة ٧٤٦ هـ/ ١٣٤٥ م عند، الصفدي: أعيان العصر ١٦٣: ١ - ١٦٦، الوافي بالوفيات ١٩٩: ١١ - ٢٠١؛ المقريزي: المقفى الكبير ٧٥: ٣ - ٧٧، السلوك ٦٩٨: ٣؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٧٦: ٢ - ٧٧؛ أبي المحاسن: المنهل الصافي ٢٢: ٥ - ٢٥، النجوم الزاهرة ١٤٣: ١٠، وفيما تقدم ٤٠٠: ٢.