وسبعين وستّ مائة (١)، ومعه ابنه الملك الأفضل نور الدّين عليّ، وابنه الملك المظفّر تقيّ الدّين محمود. فعند ما حلّ بالكبش أتاه الأمير شمس الدّين آق سنقر الفارقاني الأستادّار (a) بالسّماط، فمدّه بين يديه، ووقف كما يفعل بين يدي الملك الظّاهر. فامتنع الملك المنصور من الرّضا بقيامه على السّماط وما زال به حتى جلس. ثم وصلت الخلع والمواهب إليه وإلى ولده وخواصّه.
وفي سنة ثلاث وتسعين وستّ مائة، أنزل بهذه المناظر نحو ثلاث مائة من مماليك الملك (a) الأشرف خليل بن قلاوون، عندما قبض عليهم بعد قتل الأشرف المذكور (٢) (b)) وفرّقوا بمناظر الكبش وبدار الوزارة من القاهرة (b).
ثم إنّ الملك النّاصر محمد بن قلاوون هدم هذه المناظر المذكورة في سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة، وبناها بناء آخر، وأجرى الماء إليها، وجدّد بها عدّة مواضع، وزاد في سعتها، وأنشأ بها إسطبلا تربط فيه الخيول. وعمل زفاف ابنته على ولد الأمير أرغون، نائب السّلطنة بديار مصر، بعدما جهّزها جهازا عظيما (٣): منه بشخاناه (٤)، وداير بيت، وستاره، طرز ذلك بثمانين ألف مثقال ذهب مصري، سوى ما فيه من الحرير وأجرة الصّنّاع. وعمل سائر الأواني من ذهب وفضّة، فبلغت زنة الأواني المذكورة ما ينيف على عشرة آلاف مثقال من الذّهب. وتناهى في هذا الجهاز، وبالغ في الإنفاق عليه حتى خرج عن الحدّ في الكثرة، فإنّها كانت أوّل بناته.
ولمّا نصب جهازها بالكبش نزل من قلعة الجبل، وصعد إلى الكبش وعاينه ورتّبه بنفسه، واهتمّ في عمل العرس اهتماما ملوكيّا، وألزم الأمراء بحضوره. فلم يتأخّر أحد منهم عن الحضور، ونقّط الأمراء المغاني (c) على مراتبهم من أربع مائة دينار كلّ أمير إلى مائتي دينار، سوى الشّقق الحرير.
(a) ساقطة من بولاق. (b-b) إضافة من مسودة الخطط. (c) بولاق: الأغاني. (١) المقريزي: السلوك ٦١٤: ١، ٦٦٨، ٧١٢. (٢) المقريزي: السلوك ٨٠٢: ١؛ وفيما تقدم ٤٣٩: ٢ - ٤٤٠. (٣) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٧٤: ٩، وفيه: «وتولّى العقد قاضي القضاة شمس الدّين محمد بن الحريري الحنفي على أربعة آلاف دينار». (٤) البشخانه. من الفارسية بشه خانه وجمعها بشاخين هي: الناموسية. Dozy، R.Suppl.Dict.Ar.I، p.) (٨٨.