للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله أربعة من الموقّعين بين يديه، اثنان يقابلان اثنين. وله كرسي الدّواة، وهي دواة محلاّة بالفضّة تحمل إليه من خزائن القصور، ولها حامل بجامكيّة في الشهر على الدولة.

ويقدّم له من الإسطبلات برسم ركوبه على الدّوام بغلة شهباء، وهو مخصوص بهذا اللّون من البغال دون أرباب الدّولة، وعليها من خزانة السّروج سرج بحليّ ثقيل ورادفتي (a) فضّة، ومكان الجلد حرير.

وتأتيه في المواسم الأطواق، ويخلع عليه/ الخلع المذهّبة بلا طبل ولا بوق إلاّ إذا ولي الدّعوة مع الحكم، فإنّ للدّعوة في خلعها الطّبل والبوق والبنود الخاصّ، وهي نظير البنود التي يشرّف بها الوزير صاحب السّيف.

وإذا كان للحكم خاصّة، كان حواليه القرّاء رجّالة، وبين يديه المؤذّنون يعلنون بذكر الخليفة أو الخليفة (b) والوزير إن كان ثمّ وزير صاحب سيف (b)، ويحمل بنوّاب الباب والحجّاب، ولا يتقدّم عليه أحد في محضر هو حاضره من ربّ سيف وقلم، ولا يحضر لا ملاك ولا جنازة إلاّ بإذن، ولا سبيل إلى قيامه لأحد وهو في مجلس الحكم، ولا يعدّل شاهد إلاّ بأمره.

ويجلس بالقصر في يومي الاثنين والخميس أوّل النّهار للسّلام على الخليفة، ونوّابه لا يفترون عن الأحكام، ويحضر إليه وكيل بيت المال (١).

قال ابن الطّوير (c): وكان له النّظر في دار (d) الضّرب لضبط ما يضرب من الدّنانير (e) لسبب كان متقدّما وهو: إنّه نقل عن ابن طولون أنّه كان له إلمام بعين شمس مكان الحجارة التي يسمّونها المسال وأنّ يد فرسه ساخت يوما في أرض صلدة فعجب من ذلك وأمر بحفر ذلك المكان فوجد الخبيئة المشهورة وهي في قبو عظيم فيه خمسة نواويس، فكشفها فوجد في الأوسط منها ميّتا في عسل نحل على صدره لوح لطيف من ذهب فيه كتابة لا تعرف، وكلّ من النّواويس مملوء بالسّبائك الذّهب، فنقل ذلك ودفن الميّت وأخذ اللّوح فما وجد من يحلّه، فقيل: إن بدير العربة راهبا شيخا معمّرا وقد كان يعني بهذا، فأمر بإحضاره فقيل إنّه ما ينهض فاستدعى رجلا من


(a) بولاق: وراء دفتر.
(b) ساقطة من بولاق.
(c) إضافة من مسودة المواعظ.
(d) في جميع النسخ: ديوان.
(e) (e-e) هذه الفقرة ساقطة من بولاق وسائر مخطوطات الخطط ومثبتة من مسودة المواعظ.
(١) ابن الطوير: نزهة المقلتين ١٠٧ - ١٠٨؛ ابن الفرات: تاريخ ١٣٧: ١/ ٤ - ١٣٨؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٣٣٦: ٣ - ٣٣٧؛ وقارن القلقشندي: صبح الأعشى ٤٨٢: ٣.