مكان «العلامة»(١)، فيعلّم عليها الخليفة وتثبت. وكانت علامتهم أبدا:«الحمد للّه ربّ العالمين».
وكان الخليفة يوقّع في المسامحة (٢) والتّسويغ (٣) والتّحبيس (٤): «قد أنعمنا بذلك، أو قد أمضينا
(١) العلامة. مصطلح خاص كان يطلق على ما يكتبه الخليفة بيده على الرسائل أو الأوامر أو السّجلاّت أو التوقيعات الصادرة عنه. ولا تصدر هذه الوثائق، على اختلاف أنواعها، إلاّ بعد كتابة هذه العلامة. وكان كلّ خليفة أو سلطان أو ملك يتّخذ لنفسه مصطلحا خاصّا ليكون علامته. وهذه العلامة هي التي تطوّرت في أواخر العصر المملوكي وفي العصر العثماني وأصبحت تعرف «بالطّغراء». (المقريزي: السلوك ٣٤٤: ١ هـ ١، ابن واصل: مفرج ١٧٣: ١ هـ ٣، ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار (قسم مصر والشام) ٤٣ - ٤٤ هـ ١، القلقشندي: صبح ١٦٢: ١٣ - ١٦٦ وفيما يلي ٢١١: ٢). ويؤكد ما ذكره ابن الطّوير من أن علامة جميع الخلفاء الفاطميين كانت: «الحمد لله رب العالمين» نص مماثل للقلقشندي، لم أتمكن من تحديد مصدره، اقتبسه عليّ بك بهجت في هامش قانون ديوان الرسائل لابن الصيرفي ١٠٩، وكذلك نص «السجلات المستنصرية» وما أورده يحيى بن سعيد الأنطاكي في تاريخه ٢٣١، ٢٣٣ وأبو شامة في الروضتين ١٢٨: ١، وما جاء في رسالة «الهداية الآمرية» (في مجموعة الوثائق الفاطمية) ٢١٥. ويذكر المؤرخ ابن حمّاد أنّه شاهد سجلات صادرة عن المستعلى بن المستنصر وعليها علامته: «الحمد للّه على آلائه». (أخبار ملوك بني عبيد ٦٠). ويرى شتيرن أن العلامة التي شاهدها ابن حماد ليست صادرة عن الخليفة، وإنما عن وزيره الأفضل بن بدر الجمالي، فهي تتفق مع علامة الوزراء التي وصلت إلينا عن الوزير الجرجرائي؛ فيذكر ابن الصيرفي وابن خلكان أن القاضي أبا عبد اللّه القضاعي كان يعلّم عنه: «الحمد للّه شكرا لنعمته» (الإشارة ٦٩، وفيات ٤٠١: ٣، (Stern، S.M.، Fatimid Decrees، p. ١٣٠. بينما كانت علامة الوزير عبّاس: «الحمد للّه وبه أثق» (الروضتين ٢٤٧: ١). وكان لنساء البلاط الفاطمي أيضا علامتهن، فكانت علامة السيدة أم المستنصر: والسيدة أخت المستنصر «الحمد للّه وليّ كل نعمة» (السجلات المستنصرية رقم ٢٨ و ٥١ و ٥٢). أما علامة السيدة أمّ المستعلي فكانت: «الحمد للّه على نعمه» (السجلات رقم ٣٥). وكان لكبار الموظفين أيضا علامتهم مثل القاضي هبة اللّه بن ميسر الذي كان يكتب: «الحمد للّه على نعمه». (ابن ميسر: أخبار ١٢٨، المقريزي: اتعاظ ١٦٣: ٣). وكذلك الموظفون من أهل الذمة فكانت علامة أبي نصر بن عبدون المعروف بابن العدّاس متولي ديوان الشام في خلافة الحاكم: «الحمد للّه على ما يستحق» (أبو صالح: تاريخ ٥١). ولم تكن العلامة توجد على رأس السجل أو المنشور ولا مباشرة بعد البسملة وإنّما كانت تأتي بعد السطر الأول من النص. (Stern، S.M.، op.cit.، pp. ١٢٧ - ١٣٥). (٢) المسامحة ج. مسامحات. والمقصود المسامحة ببواقي الخراج عند نقل حساب الدولة من الهلالي إلى الخراجي. (ابن المأمون: أخبار ٢٨، المقريزي: الخطط ٨٣: ١، ٨٦، والاتعاظ ١١٤: ٢، ٨٠: ٣ - ٨١، ١٠٤ (وفيها نص منشور بمسامحة كافة سكان الرّباع السلطانية بالقاهرة ومصر … بأجرة شهر رمضان سنة ٥١٧)، وقارن ابن ميسر: أخبار ٥٣، والاتعاظ ٣٢٩: ٢، ٢٥٣: ٣، والخطط ٣٨٢: ١ حيث يذكر إطلاق بدر الجمالي الخراج للمزارعين ثلاث سنوات وهو أشبه بالمسامحة). وقارن القلقشندي: صبح ٢٣: ١٣، وعمارة اليمني: النكت العصرية ٥٣. (٣) التسويغ ج. تسويغات (مولّدة). الإذن في تناول الاستحقاق من جهة معيّنة تيسيرا وتسهيلا على الأخذ. (القاموس: ١٠١٢ هـ ٤). (٤) التحبيس. هو الأمر بوقف أرض أو عقار للصرف من عائده على عمارة أو مؤسسة دينية أو اجتماعية.