للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


= وللأسف الشّديد فقد اختفت جميع هذه العمائر التي شيّدها بدر الجمالي مع التجديدات التي أدخلها عليها كلّ من الصّالح نجم الدّين أيّوب والمؤيّد شيخ المحمودي بعد وصف مارسيل Marcel لها بنحو نصف قرن، ليحلّ محلّها ومحلّ قصر الصّالح نجم الدين أيّوب المجاور لها (فيما تقدم ٥٨٢: ٣ - ٥٨٤) قصر كبير بناه في سنة ١٢٦٧ هـ/ ١٨٥٠ م حسن باشا فؤاد المانسترلي (علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٢٣: ٥)، ما تزال بقاياه موجودة في الطرف الجنوبي لجزيرة الرّوضة ويشغله الآن متحف مقتنيات أم كلثوم.
وكان يوجد بالجامع الذي شيّده بدر الجمالي ثلاث لوحات تذكارية تحمل تقريبا نصّا واحدا توضّح أنّ أمير الجيوش بدر الجمالي هو الذي أمر ببناء هذا الجامع في رجب سنة ٤٨٥ هـ/ أغسطس ١٠٩٢ م في خلافة المستنصر باللّه نقلها مارسيل وفيما يلي نصّ أحدها:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ﴿وَما تَوْفِيقِي إِلّا بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾، ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اَللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَاَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وَأَقامَ اَلصَّلاةَ وَآتَى اَلزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اَللّهَ فَعَسى أُولائِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ اَلْمُهْتَدِينَ﴾. نصر من اللّه وفتح قريب لعبد اللّه ووليّه معدّ أبي تميم الإمام المستنصر باللّه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الطّاهرين وأبنائه الأكرمين. ممّا أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك فتاه السّيّد الأجلّ أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو النّجم بدر المستنصري، عضّد اللّه به الدّين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته في رجب سنة خمس وثمانين وأربع مائة. والحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه على محمد وآله الطّاهرين».
(راجع، أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٩٩: ٤ هـ ٣؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢٧٨: ٥ - ٢٨٠ (١٢٢ - ١٢٣)، ١٣: ١٨؛ Marcel، J.J.، «Memoire sur le Meqyas de l'ile de Roudah»، Description de l'Egypte-Etat moderne XV، Paris ١٨٢٦، pp. ٤٥٩ - ٦٤; van Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ ٣٠; Wiet.G.، CIA Egypte II، pp. ١٤٦ - ٤٦; id.، RCEA VII، ne s ٢٧٩٤، ٢٧٩٦; Creswell، K.A.C.، MAE I، pp. ٢١٧ - ١٩; Fu'ad Sayyid، A.، La capitale de l'Egypte، pp.
٤٤٧ - ٥١؛ أحمد فكري: مساجد القاهرة ومدارسها ٩٠: ١؛ أيمن فؤاد: «جامع المقياس بجزيرة الرّوضة»، دراسات وبحوث في الآثار والحضارة الإسلامية - الكتاب التذكاري للآثاري عبد الرحمن عبد التواب، القاهرة ٢٠٠١، ٩: ٢ - ١٨).