للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما هو مشهور، وبنى المسجد الذي ما بين الباب الجديد (١) إلى الجبل الذي هو به معروف. وسمّي «مسجد لا باللّه» بحكم أنّه كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم، فيحلّفونه ويقولون له: «لا باللّه»، فيقيّدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة، ولم يعمل فيه منذ أنشأه إلاّ صانع مكره أو فاعل مقيّد. وكتب عليه هذه الأبيات المشهورة:

[الطويل]

بنى مسجدا للّه من غير حلّه … وكان بحمد اللّه غير موفّق

كمطعمة الأيتام من كدّ فرجها … لك الويل لا تزني ولا تتصدّقي

وكان قد أبدع في عذاب الجناة وأهل الفساد، وخرج عن حكم الكتاب، فابتلي بالأمراض الخارجة عن المعتاد، ومات بعدما عجّل اللّه له ما قدّمه، وتجنّب الناس تشييعه والصّلاة عليه، وذكر عنه في حالتي غسله وحلوله بقبره ما يعيذ اللّه كلّ مسلم من مثله (٢).

وقال ابن عبد الظّاهر: مسجد الذّخيرة تحت قلعة الجبل، وذكر ما تقدّم عن ابن المأمون (٣).


= (وعنه المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢١: ٣).
وذكر القلقشندي: صبح الأعشى ٤٨٣: ٣ أنّه رأى في بعض سجلات الفاطميين إضافة الحسبة بمصر والقاهرة إلى صاحبي الشّرطة بهما أحيانا، ولمّا كان والي القاهرة قد جمع ابتداء من القرن السادس الهجري مهام صاحب الشّرطة إلى جانب عمله، فتكون إضافة الحسبة إليه أمرا طبيعيّا. (راجع، أيمن فؤاد: تنظيم العاصمة المصرية وإدارتها في زمن الفاطميين»، حوليات إسلامية ٢٤ (١٩٨٨)، ٧ - ١٢).
(١) حاشية بخطّ المؤلّف: «الباب الجديد أدركت عقده عند رأس المنجبيّة (المنتجبيّة) يعرف بباب القوس.
(٢) ابن المأمون: أخبار مصر ٤٧؛ المقريزي: المقفى الكبير ٣٩: ٣.
وهذا المسجد زال وحلّ محلّه «زاوية الرّفاعي» التي هدمت أيضا وبني عوضها الجامع الذي أمرت بإنشائه، في سنة ١٢٨٦ هـ/ ١٨٦٩ م، خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل باشا وألحقت به مدافن لها ولأسرتها وقبّتان للشيخين: علي أبي شبّاك ويحيى الأنصاري، إلاّ أنّ العمل توقّف فيه نحو سنة ١٢٩٨ هـ/ ١٨٨٠ م وظلّ كذلك نحو ربع قرن، إلى أن استعيد العمل فيه سنة ١٣٢٤ هـ/ ١٩٠٦ م وافتتح للصّلاة سنة ١٣٢٨ هـ/ ١٩١٠ م في عهد الخديو عبّاس حلمي الثاني وصار يعرف ب «جامع الرّفاعي». (علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٣١: ٦ - ١٣٢ (٤٦ - ٤٧)؛ Herz، M.، La Msoquee al-Rifa؟ i au Caire، Le؛ Caire ١٩١٢ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٣٦٣ - ٣٧١؛ al-Asad، M.، «The Mosque of al- Rifa؟ i in Cairo»، Muqarnas X (١٩٩٣)، pp. ١٠٨ - . (٢٤
(٣) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٠٠ - ١٠١.