المقريزي لم ينقل مباشرة عن ابن زولاق مثل ابن العديم، وإنّما اعتمد على هذه السّيرة من خلال ابن سعيد المغربي الذي ضمّن كتابه «المغرب في حلى المغرب» نصّ هذه السّيرة في الجزء الذي سمّاه «العيون الدّعج في حلى دولة بني طغج»، حيث تتّفق نقول المقريزي مع ما جاء في كتاب ابن سعيد. (١)
ونقل المقريزيّ أخبار أسرة الماذرائيين، وهي أسرة عراقيّة الأصل شغل أفرادها العديد من المناصب الإدارية الهامّة في عصر الإخشيديين، من كتاب «سيرة الماذرائيين» لابن زولاق، وهو مصدر مفقود الآن (٢).
ونقل المقريزي كذلك أخبار الفتح الفاطمي لمصر والفترة التي تولّى فيها القائد جوهر الصّقلبي حكم مصر نيابة عن سيّده الإمام المعزّ لدين اللّه من كتاب «تتمّة كتاب أخبار أمراء مصر للكندي» لابن زولاق وهو مصدر مفقود أيضا (٣). واعتمد في سرد أخبار المعزّ لدين اللّه على كتاب مفقود آخر لابن زولاق هو «سيرة المعزّ لدين اللّه»، يقول:
«وقفت عليه بخطّه حكى فيها أخبار المعزّ منذ دخل مصر إلى أن مات يوما يوما … فإنّه كان حاضرا ذلك ومشاهدا له وممّن يدخل عليه ويسلّم مع الفقهاء عليه؛ ويروي في هذه السّيرة أشياء بالمشاهدة وأشياء مدّته بها ثقات الدّولة وأكابرها كما هو مذكور فيها»(٤).
والمصدر الذي نقل عنه المقريزي تفاصيل ما تمّ في عهد الإمام الحاكم بأمر اللّه والسّنوات القليلة التي أعقبت وفاته والتي حكم فيها ابنه الظّاهر لإعزاز دين اللّه، فكتاب «أخبار مصر وفضائلها وعجائبها» للأمير المختار عزّ الملك محمد بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبد العزيز المسبّحي - بضمّ الميم وفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحّدة وكسرها ثم حاء مهملة - المتوفى
(١) نشرها لأوّل مرّة تلكوست Talqvist في ليدن سنة ١٨٩٩، ثم أعاد نشرها مع السفر الثالث من الكتاب المتضمن أخبار الدولة الطولونية: زكي محمد حسن وشوقي ضيف وسيّدة إسماعيل كاشف، القاهرة ١٩٥٣. (٢) فيما تقدم ٢٢٠: ١، وفيما يلي ١٢٦. (٣) المقريزي: مسودة المواعظ ٣٦، ٣٧٤، ٣٧٨؛ وفيما يلي ٢٥: ٢، ١٣٧، ١٧٠. (٤) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٣٢: ١، مسودة المواعظ ٨٤، ١٨٤؛ وفيما يلي ٣٠٠.