وأمّا غير أهل الكتاب، فإنّهم أيضا مختلفون في ذلك. قال أثنيوس (a): بين خلق آدم وبين ليلة الجمعة أوّل الطّوفان ألفا سنة ومائتا سنة وستّ وعشرون سنة وثلاثة وعشرون يوما وأربع ساعات (١).
وقال ما شاء اللّه - واسمه منشّا بن أثرى (٢) - منجّم المنصور والمأمون في كتاب «القرانات»: أوّل قران وقع بين زحل والمشتري في بدء التحرّك - يعني ابتداء النّسل من آدم - كان على مضي خمس مائة وتسع سنين وشهرين وأربعة وعشرين يوما مضت من ألف المرّيخ، فوقع القران في برج الثّور من المثلّثة الأرضية على سبع درج واثنتين وأربعين دقيقة.
وكان انتقال الممرّ من برج الميزان ومثلّثته الهوائية إلى برج العقرب ومثلّثته المائية، بعد ذلك بألفي سنة وأربع مائة سنة واثنتي عشرة سنة وستة أشهر وستة وعشرين يوما، ووقع الطّوفان في الشهر الخامس من السنة الأولى من القران الثاني من قرانات هذه المثلّثة المائية.
وكان بين وقت القران الأوّل الكائن في بدء التحرّك، وبين الشهر الذي كان فيه الطّوفان، ألفان وأربع مائة وثلاث وعشرون سنة وستة أشهر واثنا عشر يوما.
قال: وفي كلّ سبعة آلاف سنة وسنتين وعشرة أشهر وستة أيام، يرجع القران إلى موضعه من برج الثّور الذي كان/ في بدء التحرّك.
وهذا القول - أعزّك اللّه - هو الذي اشتهر حتّى ظنّ كثير من الملل أنّ مدّة بقاء الدنيا سبعة آلاف سنة. فلا تغتر به، وتنّبه إلى أصله تجده أوهى من بيت العنكبوت، فاطرحه.
(a) الأصل: أثينوش، بولاق: أسوس والمثبت من البيروني. (١) البيروني: الآثار الباقية ٢١، وأثينوس راوي الخبر وصفه البيروني بأنه أحد أصحاب الأخبار. (٢) ما شاء اللّه بن أثري (أو سارية) فلكي يهودي أصله من البصرة، وكان اسمه اليهودي منسّا (وكتبه ابن النديم والقفطي ميشى)، اشتغل بعلم الفلك والنجوم في العراق منذ أيام أبي جعفر المنصور وحتى أيام المأمون (١٣٦ - ٢١٨ هـ/ ٧٥٤ - ٨٣٣ م!) ولكن من المؤكد أنه كان موجودا سنة ١٩٣ هـ/ ٨٠٩ م. أورد له ابن النديم تسعة عشر مؤلفا. واسم الكتاب الذي ينقل عنه المقريزي هنا «كتاب في القرانات والأديان والملل» (راجع ابن النديم: الفهرست ٣٣٣؛ صاعد الأندلسي: التعريف بطبقات الأمم ٢٢٣؛ Kennedy، E.S. & D.Pingree، The Astrological History of Masha'alla? h، Cambridge، Massachusetls ١٩٧١؛ القفطي: تاريخ الحكماء ٣٢٧؛ Pringree، D.، Dictionary of Scientific Biography، N.Y. ١٩٧٤، pp. ١٥٩ - ٦٢; Sezgin، F.، GAS VII، pp. ١٠٢ - ٨;، (Samso، J.، El ٢? art.Masha'alla? h VI، pp. ٦٩٩ - ٧٠٠ وانظر فيما يلي ٧٧١.