للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرقية بالبحر الملح وأراضي البجة، وفي الغربية بالواح، وهي كورتان: شرقيّة وغربيّة، والنّيل بينهما فاصل.

وأوّل الشّرقيّة من مرج بني هميم، المتّصلة أرضها بأراضي جرجا من عمل إخميم، وآخرها من قبلي أبهر (a)، ويليها أوّل أراضي النّوبة، وفي هذه الكورة تيج وقفط وقوص (١).

وأوّل الكورة الغربية برديس تتصل أرضها بأرض جرجا، وفي هذه الكورة الغربية سمهود، وآخر الكورة الغربية أسوان، وبحافته أكثر النّخل من الجانبين، تكون مساحة الأراضي التي فيها النّخل والبساتين تقارب عشرين ألف فدّان، والمستولي على إقليم الصّعيد المشترى (٢).

ويقال كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرادبّ تمرا، فغصبها بعض الولاة، فلم تحمل في ذلك العام ولا تمرة واحدة، وكانت هذه النّخلة في الجانب الغربي، وبيع منها في الغلاء كلّ ويبة بدينار.

ويقال لمّا صوّرت الدّنيا لأمير المؤمنين هارون بن محمد الرّشيد، لم يستحسن إلاّ كورة سيوط من صعيد مصر، فإنّها ثلاثون ألف فدّان في استواء من الأرض، لو وقعت فيها قطرة ماء لانتشرت في جميعها.

وبالصّعيد بقايا سحر قديم؛ حكى الأمير طقصبا (٣) - والي قوص في أيّام النّاصر محمد بن قلاوون - قال: أمسكت امرأة ساحرة فقلت لها: أريد أن أبصر شيئا من سحرك؛ فقالت: أجود عملي أن أسحر العقرب على اسم شخص بعينه، فلابدّ أن تقع عليه، ويصيبه سمّها فتقتله؛ فقلت: أريني هذا، واقصديني بسحرك.

فأخذت عقربا وعملت ما أحبّت، ثم أرسلت العقرب فتبعني، وأنا أتنحّى عنه، وهو يقصدني؛ فجلست على تخت وضعته على بركة ماء، فأقبل العقرب إلى ذلك الماء، وأخذ في


(a) بولاق: الهو.
(١) الأدفوي: الطالع السعيد ٧ - ٨.
(٢) نفسه ١٨.
(٣) الأمير سيف الدين طقصبا الحسامي الظاهري، أحد المماليك الظاهرية بيبرس، ترقى في الخدم إلى أن ولي قوص وغزا النوبة في سنة ٧٠٥ هـ، وعبر إلى دنقلة وعاد بعد أن مكث هناك بالعسكر تسعة أشهر، وعمّر حتى توفي سنة ٧٤٥ هـ/ ١٣٤٥ م (المقريزي: المقفى الكبير ٣٠: ٤ - ٣٣، ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٢٦: ٢ - ٣٢٧؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١١١: ١٠؛ Garcin، J. -CI.، Un center musulman de. (la Haute-Egypte medievale، pp. ١٩٥ - ٩٦، ٢٢٩