والأراء في تنقيح أخبار الجلّة الوزراء» ذكر أنّه استقصي في سير الوزراء (١)، وذكر في موضع آخر من الخطط أنّه جمع في وزراء الإسلام كتابا جليل القدر وأفرد وزراء مصر في تصنيف بديع (٢) هو دون شكّ هذا الكتاب.
الثاني «خلاصة التّبر في أخبار كتّاب السّرّ» الذي أشار إليه في موضع واحد في كتاب الخطط عند ذكر خبر فتح اللّه بن معتصم بن نفيس أحد الذين تولّوا كتابة السّرّ في مصر المملوكية (٣).
وقد كان المقريزي دائم الإحالة في كتبه إلى مؤلّفاته الأخرى ويصل بينها ممّا يدلّ على أنّه قد وضع لنفسه منهجا دقيقا وكان يربط بين المعلومات التي يوردها تفصيلا أو إيجازا في مؤلّفاته.
وبما أنّه استمرّ يؤلّف كتاب «المواعظ والاعتبار» خلال أكثر من ربع قرن فإنّه كان دائم الإشارة فيه إلى بقية مؤلّفاته، يقول عن أحد ولاة الفرما في عصر الولاة:«وللسروي والجروي هنا أخبار كثيرة نبّهنا عليها في كتاب «عقد جواهر الأسفاط في أخبار مدينة الفسطاط»(٤)، وأشار في مقدّمة «اتّعاظ الحنفا» إلى أنّه لم يبدأ في تأليفه إلاّ بعد أن أكمل كتاب «عقد جواهر الأسفاط»(٥). وعندما ورد ذكر للأيّوبيين والمماليك في كتاب «الخطط» قال المقريزي: «وستقف إن شاء اللّه على ذكر من ملك من الأكراد والأتراك والجراكسة وتعرف أخبارهم على ما شرطنا من الاختصار إذ قد وضعت لبسط ذلك كتابا سمّيته كتاب «السّلوك لمعرفة دول الملّوك» وجرّدت تراجمهم في كتاب «التاريخ الكبير المقفّى» فتطلّبهما تجد فيهما ما لا تحتاج بعده إلى سواهما في معناهما» (٦).
وفي ختام كتاب «اتّعاظ الحنفا» يقول المقريزي وهو يتحدّث عن ترتيب دولة الفاطميين:
«وسيأتي من إيراد جزئيات ترتيبهم وحكاية أمور دولتهم عند ذكر خطط القاهرة إن شاء اللّه ما يعرّفك مقدار ما كانوا فيه من أمور الدنيا وحضارة من جاء بعدهم»(٧).
ويشير المقريزي كذلك في كتاب «المواعظ والاعتبار» إلى بقيّة مؤلّفاته الأخرى، ففي معرض حديثه عن مناقب الشّافعي يقول:«وقد أوردت في كتاب «إمتاع الأسماع … » نظير هذه
(١) المقريزي: الخطط ٤٤٣: ١. (٢) نفسه ٢٢٣: ٢. (٣) نفسه ٦٣: ٢؛ وراجع أحمد دراج: «تراجم كتاب السر في العصر المملوكي (٦٤٨ - ٩٢٣ هـ)»، مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي - مكة المكرمة ٤ (١٤٠١ هـ) ٣١٥ - ٣٥٠. (٤) المقريزي: المواعظ والاعتبار فيما يلي ٥٧٨. (٥) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٤: ١. (٦) المقريزي: الخطط ٢٣٢: ٢ وكذلك السلوك ٩: ١. (٧) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٣٤٤: ٣.