وكان هذا القسم في الأصل على شكل رزمة، فقد طالعها شخص في حياة المقريزي وكتب على هامش الورقة ١٧٠ ظ:
«الحمد للّه طالع هذه الرّزمة من أوّلها إلى هنا داعيا لمصنّفها بطول حياته العبد محمد بن محمد الخيضري الدّمشقي الشّافعي عفي اللّه تعالى الدائم ونقل منها واستفاد في شعبان سنة أربع وأربعين وثمان مائة».
وعندما ناهز المقريزي من العمر الخمسين (بعد سنة ٨١٦ هـ/ ١٤١٣ م) فقد معظم أصحابه وأقربائه واشتدّ حزنه لفقدهم فأملى ما حضره من أنبائهم في كتاب سمّاه «درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة»(١)، ثم جمع فيه بعد ذلك أخبار من أدركه من الملوك والأمراء وأعيان الكتّاب والوزراء وكذلك رواة الحديث والفقهاء وحملة العلم والشّعراء من ابتداء سنة ستين وسبع مائة (٢). ويشتمل الكتاب على نحو ستّ مائة وستّ وستين ترجمة.
ويوجد من هذا الكتاب قطعة بخطّ يد المقريزي Autographe محفوظة في مكتبة غوطا بألمانيا برقم. Ar تقع في ١٨٥ ورقة تشتمل على عنوان الكتاب ومقدّمته ونحو ثلاث مائة وثلاث وخمسين ترجمة من مجموع تراجم الكتاب كلّها في حرف الألف وبها خرم بعد ترجمة من اسمه إيدكو ملك التّرك أضيف مكانه تراجم بخطّ المقريزي رجّح ناشر الكتاب أنّها تكمل حرف العين من كتاب «المقفّى الكبير»(٣). كذلك توجد له مخطوطة كاملة في ملك الدكتور محمود الجليلي، من علماء الموصل بالعراق، عرّف بها في مقال نشره عام ١٩٦٥ وذكر أنّها تقع في مجلدين يحتويان على ٤٨٦ ورقة مقاسها ٢٧ x ١٩ سم ومسطرتها ٢٩ سطرا تداول كتابتها ناسخان في سنة ٨٧٨ هـ نقلا عن خط المؤلّف. وقد حبس الدكتور الجليلي هذه المخطوطة عن الباحثين واكتفى بالتّعريف بها في مقال ونشر ترجمة ابن خلدون فيها (٤).
وفي إطار المؤلّفات الخاصّة بتاريخ مصر الإسلامية نستطيع أن نضيف اسم مؤلّفين لم يصلا إلينا وعرفنا خبرهما من خلال ما ذكره المقريزي بنفسه في كتاب الخطط. الأوّل «تلقيح العقول
(١) المقريزي: درر العقود الفريدة ٩٣: ١. (٢) المصدر نفسه ٩٤: ١. (٣) اختار محمد كمال الدين عز الدين على ثلاث مائة ترجمة من مخطوطة غوطا ونشرها في جزأين بعنوان: المقريزي وكتابه درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، بيروت - عالم الكتب ١٩٩٢ م. (٤) محمود الجليلي: «درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة للمقريزي»، مجلة المجمع العلمي العراقي ١٣ (١٩٦٥) ٢٠١ - ٢١٤؛ «ترجمة ابن خلدون للمقريزي»، مجلة المجمع العلمي العراقي ١٣ (١٩٦٥) ٢١٥ - ٢٤٢.